ما معنى هذه الجملة:
سبحان من جعل خزائنه بين الكاف والنون؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جاء في تفسير علي بن إبراهيم القمي، في قوله تعالى: {أَوَلَيْسَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِقَادِرٍ - إلى قوله - كُنْ فَيَكُونُ}
قال خزائنه في كاف ونون (فسبحان الذي بيده ملكوت كل شيء واليه ترجعون) (1).
وتعرض لذلك العلامة المجلسي في بحاره وإليه الإشارة بقوله: "فمن تبعني فإنه مني " خلقهم الله من نور عظمته وولّاهم أمر مملكته فهم سر الله المخزون وأولياؤه المقربون وأمره بين الكاف والنون إلى الله يدعون وعنه يقولون وبأمره يعملون.
ثم بعد ذلك أتى على شرح العبارة فقال:
وأمره بين الكاف والنون، أي هم عجيب أمر الله المكنون الذي ظهر بين الكاف والنون إشارة إلى قوله تعالى: إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون (2).
وهنا لا بدّ من وقفتين:
الوقفة الأولى في بيان ما يمكن أن يراد من يامن أمره بين الكاف والنون فلعل المراد أن أمر الله نافذ ولا يتأخر ونصت عليه الآيات الكريمات في قوله تعالى: (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) وإن احتمل بعضهم وجود التهافت بالعبارة بدعوى أن الأمر لا يتم إلا بعد قوله تعالى : ( كن ) ، أما قبل النون فلم يتم الأمر من الله للشيء ، فلا يكون حتى يأمره الله وبالتالي فالقول بين الكاف والنون غير واضح إذ إنما نتعقل الأمر بعد الكاف والنون.
وهذا من حمل الكلام على التدقيقات العقلية و الأولى حمله على الظهورات العرفية،
بحمل العبارة على سهولة الأمر عنده كما سيأتي في الوقفة الثانية عند تعرضنا لنقل كلمات العلماء حول تفسيرها وبيانها.
الوقفة الثانية في بيان المراد من قوله كن فيكون وهنا نتعرض لتفسيرين اثنين لعلمين مفسرين:
التفسير الأول للسيد العلامة في الميزان
قوله تعالى: " إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون " الآية من غرر الآيات القرآنية تصف كلمة الإيجاد وتبين أنه تعالى لا يحتاج في إيجاد شيء مما أراده إلى ما وراء ذاته المتعالية من سبب يوجد له ما أراده أو يعينه في إيجاده أو يدفع عنه مانعا يمنعه (3).
وفسر الآية المتقدمة (وَمَا أَمْرُنَا إِلَّا وَاحِدَةٌ كَلَمْحٍ بِالْبَصَرِ) قائلا: والتعبير بقوله : كلمح بالبصر يعطي أن الأمر الذي هو كلمة ، كن ، موجود دفعي الوجود غير تدريجية ، فهو يوجد من غير اشتراط وجوده وتقييده بزمان أو مكان) الميزان السيد الطباطبائي ج1 ص351 (4)
التفسير الثاني
أحدهما - انه بمنزلة المثل ومعناه أنّ منزلة الفعل له في السهولة، وانتفاء التعذر كمنزلة ما يقال له كن فيكون كما يقال قال فلان برأسه كذا وقال بيده: إذا حرك رأسه وأومئ بيده، ولم يقل شيئا في الحقيقة وقال أبو النجم...
إلى أن يقول: والوجه الآخر أنه علامة جعلها الله للملائكة إذا سمعوها، علموا أنّه أحدث أمرا. وكلاهما حسن والأول أحسن وأشبه في كلام العرب في عادة الفصحاء
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين
المصدر: