س1) لماذا خلقنا الله؟
س2) لماذا خلق الملائكة، فإذا كان لأجل أن يعبدوه من دون اختيار فهو ليس بحاجة إليهم، وإن كان لأجل أن يقوموا ببعض المهمات فهو لا يحتاجهم أيضا فأمره كن فيكون؟
أتمنى أن يكون الجواب شافيا.
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ج1) من الواضح أنّ الله سبحانه وتعالى له غاية وغرض من خلق الإنسان، وهذه الغاية لا ترجع إليه تعالى عن ذلك، وهذا ما نصّص عليه أمير المؤمنين في خطبة المتقين حيث قال: (إِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ لِأَنَّهُ لَا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ وَلَا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ).
فإذا رجعنا إلى كتاب الله وسألناه عن سبب خلق الإنسان، فإنّه يجيبنا بقوله تعالى: ﴿وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون﴾ فالغرض من خلق الإنسان هو العبادة بمعنى كونه عابدا لله، لا كون الله تعالى معبودا حتى ترجع الغاية له، فقد قال: {ليعبدون} ولم يقل: {لأعبد أو لأكون معبودا لهم}.
وعليه فالغاية من خلق الإنسان ترجع إلى نفس الإنسان ولذا ورد في الخبر (عن جعفر بن محمد بن عمارة، عن أبيه قال: سألت الصادق جعفر بن محمد (عليه السلام):
فقلت له: لم خلق الله الخلق؟
فقال: إنّ الله تبارك وتعالى لم يخلق خلقه عبثاً ولم يتركهم سدىً، بل خلقهم لإظهار قدرته، وليكلّفهم طاعته فيستوجبوا بذلك رضوانه، وما خلقهم ليجلب منهم منفعةً، ولا ليدفع بهم مضرّةً، بل خلقهم لينفعهم ويوصلهم إلى نعيم الأبد).
ج2) قبل الإجابة عن سؤالكم لا بدّ من بيان أمرين:
الأمر الأول: علينا أن ننطلق من أمر مسلّم وواضح وهو أنّ الله تعالى حكيم يضع الأمور في مواضعها المناسبة، وبالتالي فكل فعل من أفعاله تعالى لا يصدر عبثا وإنما لحكمة وعلة.
الأمر الثاني: إنّ كثيرا من الحكم والعلل والأسباب لا يعلمها إلا الله تعالى. نعم، يمكن أن نعرف بعضها من خلال ما ورد في القرآن الكريم والروايات الشريفة عن النبي وآله صلى الله عليه وآله.
وبالعودة إلى سؤالكم نقول:
الملائكة هم موجودات خلقهم الله تعالى وجعلهم وسائط بينه وبين العالم المشهود ووكّلهم بأمور العالم التكوينية والتشريعية فهم عباد مكرمون لا يعصون الله فيما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون. فإنّ الله سبحانه وتعالى كما أثبت أنّ له القدرة على إيجاد الأشياء فقال: (إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئاً أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ) (يس (36): 82) من دون واسطة وبغير الأسباب والعلل الطبيعية، كذلك أثبت في غير ذلك أنّ هناك نظاماً وأسباباً، وأثبت لبعض الموجودات العلاقة مع تلك الأسباب، كما قال ذلك عن الملائكة، فقال تعالى: (فَالْمُدَبِّرَاتِ أَمْرا) (النازعات (79)).
فالله تعالى خلق العالم على النظام الأتم وهذا النظام إنّما يتم عن طريق الأسباب والمسببات والملائكة تدخل في ضمن سلسلة الأسباب والمسببات طوليا بالنسبة لقدرة الله تعالى.
ثم إنّه يمكننا التعرف على بعض الحكم من خلق الملائكة عن طريق الاطلاع على الوظائف التي وكّلوا بها، وسنشير إليها باختصار:
أولا- هم رسل من قبل الله تعالى، قال الله تعالى: (الْحَمْدُ لِلَّهِ فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا) (سورة فاطر: 1).
ثانيا- ما من حادثة أو واقعة صغيرة أو كبيرة إلاّ وللملائكة فيها شأن، وعليها ملك موكّل، أو ملائكة موكّلون بحسب ما فيها من الجهة أو الجهات، وليس لهم في ذلك شأن، إلاّ إجراء الأمر الإلهي في مجراه، أو تقريره في مستقرّه، كما قال تعالى: {لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ} [الأنبياء: 27].
للمزيد، يمكنكم مراجعة هذا المقال