تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
للإجابة عن هذا السؤال، لا بدّ من التعرّف أولًا على منشأ هذا السؤال وبعبارة أوضح: (لماذا نطرح على أنفسنا هذا السؤال؟):
الجواب: إن سؤال (من خلق الله) يتضمن فرضية عالقة في أذهاننا، وهي كالتالي:
أولا- كل موجود لا بدّ له من خالق.
ثانيا- الله موجود.
ثالثا- فلا بد له من خالق وهنا يأتي السؤال: "من خلق الله؟".
الآن تعالوا نحاكم هذه الفرضية، هل هي صحيحة؟
المشكلة بدأت من النقطة الأولى فيها، فمن قال لنا بأنَّ كل موجود لا بدّ له من خالق؟
سنأتي الآن بدليل يدلنا على بطلان هذه النقطة بل لو صحّت لم يوجد العالم كله من الأساس كما سيتضح لكم.
لو فرضنا بأن الله تعالى له خالق، فمن حقّي أن أسأل: (من الذي خلق خالق الله؟) فإذا قلت لي بأن هناك خالقا له أعدت السؤال عليك من جديد إلى ما لا نهاية له.
هذه العملية تسمى (التسلسل) وهي مرفوضة بمنطق العقل لأنها تعني عدم وجود العالم ونحن نقطع بوجوده!
لتوضيح ذلك:
أولا- وجود العالم يحتاج إلى وجود الخالق.
ثانيا- وجود هذا الخالق يحتاج إلى وجود خالقه (بحسب السؤال).
ثالثا- وجود خالق الخالق يحتاج إلى خالقه أيضا وهكذا إلى ما لا نهاية.
هنا نحن أمام حالتين لا ثالث لهما:
الأولى: أن يكون هناك رأس لهذا الهرم أعني وجود خالق لم يخلقه أحد.
الثانية: أن لا يكون هناك رأس للهرم، وهنا لن يكون هناك وجودٌ لأي موجود على الإطلاق! فالأمر أشبه بقولنا لمجموعة من المتسابقين (ابدأوا الركض بشرط أن لا يركض أحدكم قبل أن يركض أحد آخر) فلن يركض أحد!
إذن العقل يحتّم علينا أن يكون هناك مبدأ للوجود كنقطة بداية ورأس هرم للوجود دون أن يكون وجوده متعلقا ومفتقرا إلى موجود آخر، بغض النظر عن تسمية هذا الموجود الذي نسميه نحن ب "الله".