لماذا خلق الله الارض في ستة ايام و ليس في يوم أو اقل علما أن الله قادر على كل شيء؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoبسم الله الرحمن الرحيم
يقول الله تعالى:
{إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذي خَلَقَ السَّماواتِ وَ الْأَرْضَ في سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهارَ يَطْلُبُهُ حَثيثاً وَ الشَّمْسَ وَ الْقَمَرَ وَ النُّجُومَ مُسَخَّراتٍ بِأَمْرِهِ أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَ الْأَمْرُ تَبارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعالَمين} (1)
يقول صدر المتألهين:
"اعلم أنّ من عجائب أنوار التنزيل وأسرار التأويل معرفة هذه الآية الواقعة في عدة مواضع من القرآن، وقد تحيّرت عقول الناظرين وأفهام المفسّرين في وجدان السّبب الدّاعي على كون العالم مخلوقا في ستة أيام، دون غيره من الأعداد"
إنّ في معنى هذه الآية آيات كثيرة تتحدث عن ذات الحقيقة المتمثّلة في أنَّ الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام.
ومما ينبغي الإشارة إليه أولًا أنّ المراد من الأيام ليس ذلك المعنى المعهود عندنا الناتج عن حركة الأرض وإنما استعمل في المعنى الأوسع الدال على الفترة أو الدفعة والمرحلة ليكون المعنى أنّ الله تعالى خلق السماوات والأرض على دفعات ومراحل قد تستغرق كل واحدة منها آلاف السنوات بحساب الأيام المعهودة عندنا.
أما فيما يرتبط بالحكمة من ذلك رغم أن الله تعالى قادر على خلقها في مقدار (كن فيكون)، فقد ذكرت لذلك عدة وجوه متصورة نذكر منها:
الأول: أنّ الله تعالى ليريد لعباده التثبت والرفق في إنجاز الأمور.
الثاني: أنّ الخلق الدفعي ابلغ في إظهار القدرة والخلق التدريجي أبلغ في إظهار الحكمة، وأراد الله تعالى إظهار حكمته في هذا المورد.
الثالث: أنّ الخلق التدريجي مظهر لعظمة الخلق.
يقول صاحب تفسير الأمثل:
" ... طَرَحَ سؤال آخر نفسه وهو: لماذا خلق الله السماوات والأرض في
دورات عديدة وطويلة، وهو القادر على خلقها في لحظة واحدة؟
إن جواب هذا السؤال يمكن الوقوف عليه بالالتفات إلى نقطة واحدة، وهي أن الخلق لو تم في لحظة واحدة، لكان ذلك أقل دلالة على عظمة الخالق وقدرته وعلمه، ولكن لما تمت عملية الخلق والتكوين في مراحل مختلفة وأشكال متنوعة، وفق برنامج منظم محسوب، كان لذلك دلالة أوضح على معرفة الخالق.
ففي المثل لو كانت النطفة البشرية تتبدل في لحظة واحدة إلى وليد كامل، لما كان ذلك يحكي عظمة الخلق والتكوين، ولكن عندما ظهر الوليد خلال 9 أشهر، وضمن برنامج دقيق واتخذ في كل يوم وشهر شكلا خاصا وصورة خاصة، استطاعت كل واحدة من هذه المراحل أن تقدم آية جديدة من آيات العظمة الالهية، وتكون دليلا جديدا على قدرة الخالق"(2)
والحمد لله رب العالمين.
المصادر:
(1) الأعراف: 54.
(2) الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - الشيخ ناصر مكارم الشيرازي - ج ٥ - الصفحة ٧٢