السلام عليكم
رايت شيخا يقول ان كربلاء افضل من الكعبة فكيف ذلك مع العلم ان الحج واجب على من استطاع
رايت شيخا يقول ان كربلاء افضل من الكعبة فكيف ذلك مع العلم ان الحج واجب على من استطاع
البلد:
لبنان
1 إجابة واحدة
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وقبل الإجابة عن سؤالكم نود لفت نظركم إلى أن ما رتبتموه على السؤال ليس في محله فوجوب الحج لا يعني كون مكة أفضل وكذلك الكلام بخصوص تربة سيدنا الحسين(ع) فلا يعني جواز الأكل من تربته للاستشفاء وحرمة أكل تربة مكة أن كربلاء أفضل فهناك فرق بين الخصوصية والأفضلية.
ولكل منهما قداسة عندنا نحن الشيعة الإمامية وهي قداسة تابعة للدليل ولميزات خصها الله بالمكان بما يُوجب له التعظيم، ككونه محلاً للعبادة وممارسة الشعائر، أو محلاً لقبول الدعاء، أو لاحتضانه أجساد الأولياء عليهم السلام ، من أنبياء وأوصياء وصُلَحاء، أو لغير ذلك من الامتيازات، التي تحدثت عنها الروايات ،وجاء شرحها و بيانها في الكلمات.
فمثلا إن لمكة والمدينة قداسة كبرى توجب لها التعظيم و التمجيد والتكبير لرؤيتها و التحميد وهي قداسة قل نظيرها في الروايات بدءاً تسميتهما بالحرم المكي ، ومن الأحكام الفقهية التي أولتها الشريعة لهذه البقعة المباركة ومن الحدود المنصوصة التي وصلت إلى الاهتمام بزرعها وحيواناتها.
وهي أحكام مختصة بهذه البقعة علما أنّ هذه الأحكام لا تشمل أرض كربلاء المقدسة وهذا ما قصدت به الخصوصية.
وفي الطرف الآخر نرى الهالة الكبرى والقداسة العظمى التي أحيطت بها كربلاء بعد أن سطرت عليها أروع الملاحم وأريقت عليها افضل وازكى الدماء، حتى مزحت هذه التربة بدماء سيد الشهداء، فاكتسبت قداسة بحيث أصبحت تستحق كل أنواع التكريم والتبجيل.
وكم حاول الظالمون وسعى الحاقدون إخماد صوتها وإخفاء معالمها إلا أن كل محاولاتهم باءت بالفشل بل بقي صوتها الهدار يخاطب الكفار جيلا بعد جيل لا أعطيكم بيدي إعطاء الذليل ولا أفر فرار العبيد.
ومن هنا جعل الأئمة يؤكدون عليها وعلى أهمية زيارتها، وأخذ الدروس والعبر من ملحمتها،
وكان هدفهم من وراء بث هذه الروايات، مواجهة تلك الحملات، وإبقاء كربلاء فوق الشبهات،
لأنها بحق النبراس والمشعل الذي يضيء الطريق للأجيال ،ومن هنا عاش سيد الشهداء في الضمير و الوجدان وبقي في أعماق الإنسان.
وبعد هذه المقدمة بات بالإمكان أن نقدم لكم الجواب عن السؤال الذي تفضلتم به وهو:
أما أيهما أفضل كربلاء أم مكة؟
فنقول : قد وقع الاختلاف بين الأعلام في ذلك وسبب الاختلاف هو روايات يظهر من بعضها أفضلية مكة على سائر بقاع الدنيا:
ففي (الفقيه) عن سنان عن سعيد بن عبد الله الأعرج عن أبي عبد الله (عليه السلام): قال: (أحب الأرض الى الله مكة وما تربة أحب الى الله من تربتها ولا حجر أحب الى الله من حجرها ولا جبل أحب الى الله من جبلها ولا ماء أحب الى الله من مائها) (1).
وهناك روايات يظهر منها أفضلية كربلاء:
حدثني أبي وعلي بن الحسين وجماعة مشايخي رحمهم الله عن سعد بن عبد الله بن أبي خلف عن أحمد محمد ابن بن عيسى عن محمد بن سنان عن أبي سعيد القماط قال: حدثني عبد الله بن أبي يعفور قال سمعت أبا عبد الله (عليه السلام) يقول لرجل من مواليه: (يا فلان أتزور قبر أبي عبد الله الحسين بن علي (عليه السلام)؟ - الى أن يقول - ويحك أما تعلم أنَّ الله اتخذ كربلاء حرماً آمنا مباركاً قبل أن يتخذ مكة حرما...) (2).
إلا أن بعض العلماء أشار إلى وجود مشكلة سندية في روايات تفضيل كربلاء لاشتمالها على العصفري مثلا أو محمد بن سنان و هو ممن وقع فيه الكلام في كتب الرجال بين موثق له ومعتبر إياه من الأجلاء و بين من جعله من الضعفاء
فيشكل معه الحكم والإفتاء بأفضلية مكة أم كربلاء
ولا بأس بالتعرض لكلمات بعض العلماء
كلام الشهيد الأول في (الدروس ج1 ص470):
(مكة أفضل بقاع الأرض ما عدا قبر رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وروي في كربلاء على ساكنيها السلام مرجحات، والأقرب أنّ مواضع قبور الأئمة (عليهم الصلاة والسلام) كذلك، أما البلدان التي هم فيها فمكة أفضل منها حتى من المدينة) (3).
والحمدالله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين
المصدر: