تاريخ اليوم

home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك content_copy نسخ الجواب settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
menu search
brightness_auto
more_vert
السلام عليكم
لماذا تمَّ تغيير قبلة المسلمين من بيت المقدس إلى البيت العتيق؟
البلد: البحرين
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert

عليكم السلام ورحمة الله و بركاته

وبعد فإن حديثنا عن التحويل واقع على ثلاثة محاور:

المحور الأول حول زمان حصوله.

المحور الثاني حول بيان سببه.

المحور الثالث حول بيان إشكال و جوابه.

وحاولنا بقدر وسعنا الإختصار في المحاور الثلاثة:

المحور الأول( زمان حصوله):

المتأمل في الروايات يتضح له سبب اختلاف الكلمات لأنها تحدثت عن عدة أوقات.

فبعضها أشارت إلى أن التحويل حصل بعد حرب بدر  .

وفي تفسير القمي : أن ذلك كان بعد الهجرة بسبعة أشهر.

وبعضها أشارت إلى حصوله في النصف من شعبان

و صحح في الميزان كون التحويل حصل في شهر رجب.

المحور الثاني (بيان سببه):

إنه من المعلوم أن قبلة المسلمين كانت منذ البعثة النبوية المباركة هي " بيت المقدس " وهي القبلة التي كانت اليهود تتوجه إليها في عباداتها ، و بقي هذا المكان المقدس قبلةً للمسلمين طيلة ثلاث عشرة عاماً يتوجهون إليه في عباداتهم و صلواتهم و عليها المدار في أحكامهم .

وبعد أن كثُر تعيير اليهود للنبي(ص) و للمسلمين بسبب إستقبال المسلمين لقبلة اليهود ، تأذى النبي ( ص ) من تعيير اليهود له وكثرت نقدمهم له و لقومه ، فنزلت الآية المباركة :﴿ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾ 

وهذا إخبار من العزيز الجبار لنبيه المختار  بتغيير القبلة و تحويلها من بيت المقدس إلى  الكعبة المشرفة.

وليس ما ذكرناه تحليلاً أو أمراً حدسياً وإنما نطقت به المرويات

فعن علي بن إبراهيم بإسناده عن الإمام الصادق ( عليه السَّلام ) أنه قال : " تحوّلت القبلة إلى الكعبة بعدما صلى النبي ( صلَّى الله عليه و آله ) بمكة ثلاث عشرة سنة إلى بيت المقدس ، و بعد مهاجرته إلى المدينة صلّى إلى بيت المقدس سبعة أشهر " .

قال : " ثم و جّهه الله إلى الكعبة ، و ذلك أن اليهود كانوا يُعيّرون رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) و يقولون له أنت تابع لنا تصلّي إلى قبلتنا ، فأغتمّ رسول الله ( صلَّى الله عليه و آله ) من ذلك غمّاً شديداً و خرج في جوف الليل ينظر إلى آفاق السماء ينتظر من الله تعالى في ذلك أمراً ، فلمّا أصبح و حضر وقت الظهر كان في مسجد بني سالم قد صلّى من الظهر ركعتين ، فنزل عليه جبرائيل ( عليه السَّلام ) فأخذ بعضديه و حوّله إلى الكعبة و انزل عليه :﴿ قَدْ نَرَىٰ تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنْتُمْ فَوَلُّوا وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ ﴾   و كان صلّى ركعتين إلى الكعبة فقالت اليهود و السفهاء :﴿ ... مَا وَلَّاهُمْ عَنْ قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُوا عَلَيْهَا ... ﴾ .

ومعه فلم يكن التحويل كما يحاول البعض تصوريه أنه تمّ بدافع عنصري، فاتّجه نبي الإسلام أوّلاً إلى قبلة الأنبياء السابقين، ثمّ عاد إلى قبلة قومه بعد تحقيق انتصاراته و تدعيم نظرياته.

ولكن كما نطق الكتاب الكريم : (قُل لِّلّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ).

فليس لمكان حينئذٍ قداسة ذاتية، إنّما يكتسب قداسته بإذن الله، وكلّ مكان ملك لله، والمهمّ هو الطاعة والاستسلام لربّ العالمين، وكسر أوثان التعصّب والأنانية في النفوس

المحور الثالث( في بيان إشكال و جوابه):

و هذا الإشكال طرحه العلامة السيد جعفر مرتضى (رحمه الله) في كتابه الصحيح من سيرة النبي (ص)

فقال :مناقشات لا بد منها:

وربما يقال: كيف يغتم " صلى الله عليه وآله وسلم " لتعيير اليهود؟ فإن وجود حكم شرعي موافق لهم، لا يوجب غمه (ص)، ولا فعالية تعييرهم إياه، إذ ما أكثر الاحكام التي هي من هذا القبيل، فلماذا اختاروا منها تعييره في موضوع القبلة فقط؟!.

ولو قبلنا: أنهم فعلوا ذلك، فإنه " صلى الله عليه وآله " إذا كان يعلم أن في هذا الحكم مصلحة، فإنه يأنس به، ويرتاح له، ولا تأخذه في الله لومة لائم، ولذا فهو لا يغتم لتعيير أحد.

ويمكن الجواب عن ذلك: أنه يمكن أن يكون (ص) يرى: أن ذلك يهيئ الفرصة لأعداء الاسلام لفتنة المؤمنين عن دينهم، وصد غيرهم عن التوجه إليه، والدخول فيه، فهو حينئذ يغتم ويهتم لذلك. وينتظر الاذن من الله بتحويل القبلة لتفويت الفرصة على أعدائه، الذين سوف لن يدعوه وشأنه، والذين يعيشون في المتناقضات، فإذا صلى إلى قبلتهم عيروه، وإذا تحول عنها، فسيقول السفهاء من الناس: ما ولاهم عن قبلتهم التي كانوا عليها. وهذه هي طبيعة الانسان الذي لا يرى نفسه مسؤولا عن مواقفه وحركاته وكلماته، ولا ينطلق في مواقفه إلا من موقع السفه، وعدم التثبت.

والحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين


المصدر:

الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - السيد جعفر مرتضى - ج ٥ - الصفحة ٣٣٤ 

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

أسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...