عند ذكر اسم الإمام المهدي (عج ) نقف او بالحد ألأدنى نضع ايدينا فوق رؤوسنا للإحترام و التقدير ولكن لماذا عند ذكر أسماء الأئمة الباقين لا نفعل ذلك ؟؟ وكل الأئمة لهم نفس المقام ونفس المرتبة و كلهم من المعصومين
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
جرت عادة المحبين والموالين عند ذكر إمام زمانهم المهدي (عج) على وضع الأيدي على الرؤوس أو القيام عند ذكر لفظ القائم ويمكن إرجاعه إلى جهات ثلاث هي التي دعت شيعته إلى فعل ذلك له دون سواه من المعصومين ونلفت النظر هنا إلى فائدة علمية غاية في الأهمية وهي أن الخصوصية لا تعني الأفضلية وهذا كثير بالشريعة الإسلامية كاختصاص تربة سيد الشهداء بجواز أكلها للاستشفاء دون تربة النبي( ص) كما يذكر الفقهاء مع أنه من المقطوع به عندنا أفصلية جده (ص) عليه و مع ذلك فقد اختصه الله بخصائص لم يختص بها أحد ( والله يختص برحمته من يشاء)
الجهة الأولى: امتثالاً لما ورد عن أهل بيت العصمة فحينما يسأل المرجع الديني السيد الخوئي (قدس) عن ذلك يجيب قائلا
ما وجدنا في موضوع السؤال من الآثار المرويَّة سوىٰ ما في مرآة الكمال للعلَّامة المامقاني في الأمر الأوَّل من تذييل أحوال الإمام المنتظر في ذيل خبر المفضَّل الطويل عن الشيخ محمّد بن عبد الجبّار في كتاب مشكاة الأنوار أنَّه قال: لـمَّا قرأ دعبل قصيدته المعروفة التي أوَّلها (مدارس آيات) علىٰ الرضا وذكره وضع الرضا يده علىٰ رأسه وتواضع قائماً ودعا له بالفرج، والله العالم.
ج 1/ ص 465/ سؤال 1305.
ومراد السيد الخوئي( قدس) ما قَالَه الْعَلَّامَةُ المامقانيُّ فِي التَّنْقِيحِ:
(وَرَوَى مُحَمَّدُ بْن عَبْدِ الْجَبَّارِ فِي مِشْكَاةِ الْأَنْوَارِ أَنَّهُ لَمَّا قَرَأَ دِعْبَلُ قَصِيدَتَهُ الْمَعْرُوفَةَ عَلَى الرِّضَا (ع)، وَذَكَرَ الْحُجَّةَ عَجَّلَ اللهُ تَعَالَى فَرَجَهُ بِقَوْلِهِ:
فَلَوْلَا الَّذِي أَرْجُوهُ فِي الْيَوْمِ أَوْ غَدٍ*** تَقَطَّعَ نَفْسِيُّ إثْرهُمْ حَسْرَاتٍ
خُرُوجُ إمَامٍ لَا مَحَالَةَ خَارِجٌ*** يَقُومُ عَلَى اِسْمِ اللهِ وَالْبَرَكَاتِ
يُمَيِّزُ فِينَا كُلَّ حَقٍّ وَبَاطِلٍ*** وَيَجْزِي عَلَى النَّعْمَاءِ وَالنِّقْمَاتِ
وَضَعَ الرِّضَا (ع) يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ وَتَوَاضَعَ قَائِمًا وَدَعا لَهُ بِالْفَرَجِ.)
تَنْقِيحُ الْمَقَالِ لِلْعَلَّامَةِ المامقانيّ ج1 ص418 بِتَرْجَمَةِ دِعْبِلِ الْخُزَاعِيِّ، الطَّبْعَةُ الْحَجَرِيَّةُ.
وأما الجهة الثانية :فالقيام يمثل تعظيماً و تبجيلاً له (عج) فقد نَقَلَ الْحَائِرِيُّ فِي إِلْزَامِ النَّاصِبِ:
(عَنْ تَنْزِيهِ الْخَوَاطِرِ: سُئِلَ الصَّادِقُ (عَلَيْهِ السَّلامُ) عَنْ سَبَبِ الْقِيَامِ عِنْدَ ذِكْرِ لَفْظِ الْقَائِمِ مِنْ أَلْقَابِ الْحُجَّةِ.
قَالَ: لِأَنَّ لَهُ غَيْبَةً طُولَانِيَّةً، وَمِنْ شِدَّةِ الرَّأْفَةِ إِلَى أَحِبَّتِهِ يَنْظُرُ إِلَى كُلِّ مَنْ يَذكرُهُ بِهَذَا اللَّقَبِ الْمُشْعِرِ بِدَوْلَتِهِ وَالْحَسْرَةِ بِغُرْبَتِهِ، وَمِنْ تَعْظِيمِهِ أَنْ يَقُومَ الْعَبْدُ الْخَاضِعُ لِصَاحِبِهِ عِنْدَ نَظَرِ الْمَوْلَى الْجَلِيلِ إِلَيْهِ بِعَيْنَهِ الشَّرِيفَةِ، فَلْيَقُمْ وَلْيَطلُبْ مِنَ اللهِ جَلَّ ذِكْرُهُ تَعْجِيلَ فَرَجِهِ.)
إِلْزَامُ النَّاصِبِ فِي إِثْبَاتِ الْحُجَّةِ الْغَائِبِ ج1 ص246.
وأما الجهة الثالثة : فإن القيام أيضا يشكل استعداداً لسيدنا فله فائدة عملية وحالة رمزية فكأننا بفعلنا نقول لإمامنا يا بن الحسن إننا رهن إشارتك وطوع بنانك وأوامرك فوق رؤوسنا وتطوق لرؤيتك نفوسنا .
جعلنا الله و إياكم من أنصاره و أعوانه و الذابين عنه المستشهدين بين يديه
والحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين