ما هي غايات زواج الرسول صلى الله عليه وآله من زوجاته؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
وبعد فإنَّ نبي الرحمة ومنقذ الأمة هو الإنسان الكامل بكل ما للكمال من معنى وأنواع ومعه فإننا نعتقد أن كل حركاته وسكناته وأفعاله وتصرفاته نابعةٌ من حكمته وعلو منزلته وعظيم مكانته عند ربه تعالى اسمه.
ومعه فهو الحكيم الذي يضع الأمور في مواضعها وكما قُرِّرَ في علم أصول الفقه فإنَّ قوله وفعله وتقريره حجة فكلام هذا العظيم هو المصدر الأول لنا بعد كتاب المولى الكريم.
وإنَّ المراجع لسيرته والمتأمل بأحوال زوجاته يرى أنَّ وراء كل زواج منها حكمة وترجع على الإسلام منها مصلحة وهذا التعدد لم يشغل النبي (صلَّى الله عليه وآله) عن واجباته، ولا أخرجه عن اتزانه، ولا طغى على نشاطه ووقته، وتاريخ حياته (صلَّى الله عليه وآله) يشهد بأنه (صلَّى الله عليه وآله) لم يكن يهتم بهذه الأمور، بل كان مثال العفاف والطُهر الرفيع، ولم يلوث نفسه بأيٍ عمل قبيح مما كانت الجاهلية تبيحه وتشيع في مجتمعه ممارسته، ولم يستطع أحد من أعدائه أن يعيره بشيء من ذلك.
ومعه فلا يمكن حينئذ لأحد من الحاقدين الذين يحلو لهم بأن يتهموا الرسول الأعظم (صلَّى الله عليه وآله) بأنه إنما تزوج عدة نساءٍ استجابة لرغبة خاصة متعلقة بالنساء.
وفيما يلي نضع بين يدي القارئ الكريم بعض الأسباب الواردة في الروايات الدافعة لتعدد الزوجات
أولها المصلحة الإنسانية: فإن بعضهن كانت دوافعه للزواج منهن الحالة الإنسانية وذلك لكون تلك المرأة قد أسلمت وهاجرت، ثم توفي أو قتل عنها زوجها، ولم يكن لها سبيل للرجوع إلى أهلها المشركين خوفا من الضرر الذي سيلحقها فخير كافل وخير معين وحافظ وولي لها ، هو النبي الأكرم ( صلَّى الله عليه و آله ) ، إلا إذا رزقها الله زوجاً من بعض خيار أصحابه ( صلَّى الله عليه و آله ) إذا كان فيهم من يقدم على ذلك .
ثانيها المصلحة الدينية: إن إقدامه على الزواج من بعض النساء كان بدافع التأليف و الترغيب للناس على الدخول في الإسلام.
ثالثها المصلحة التشريعية: فإن بعض المفاهيم التي تكون متجذرة في المجتمع لا يحلها إلا الفعل المعاكس لها فالردع عنها مثلا يكون بالفعل أبلغ وأوقع على النفوس من القول مثل مسألة التبني
فإن العرب كانوا يعتقدون أن آثار التبني هي نفس آثار البنوّة الحقيقية، فيحلّ للمتبني ما يحلّ من ولده الحقيقي ويحرم عليه ما يحرم عليه منه، ويرث، ويعامل ـ تماماً ـ كالابن الحقيقي بلا فرق.
فيأتي الزواج حينئذ كفعل حاسم لتغيير هذا المفهوم.
رابعها المصلحة السياسية: كما يمكن للنبي أن يتزوج بعض الناس من أجل الاحتفاظ بولاء آبائهم وأبنائهم إلى جانبه لما للزواج من المكانة الكبرى وآثاره الطيبة في القلوب.
هذه أمور أربعة لا ندعي انحصارها بل لعلها تكون أشهرها.
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين