وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مما لا شك فيه أن ما يجري اليوم على المسلمين من أحداث وما يُرتكب بحقهم من جرائم يَعتصر لها القلب ألماً وتفيض لها العين دماً، ويعجز الكلام أمام بحر الدماء والأمل كله بظهور صاحب اللواء الذي يملؤها قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلماً وجوراً.
ولكن ظهوره ليس مرتبطاً بصورة مباشرة مع ما يحدث بمعنى أنّ لظهوره أسباب كما كان لغيبته أسباب وهناك علامات لا بدّ أن تحصل قبل ظهوره وهو ما يسمى (بالعلامات الحتمية).
وهي التي تقع قبل ظهور الامام المهدي "عج" و تكون سبباً لإهتداء الناس و معرفتهم بقرب الظهور المبارك وعددها خمسة كما جاء في رواية:
عُمَر بْن حَنْظَلَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ علیه السلام يَقُولُ : " قَبْلَ قِيَامِ الْقَائِمِ خَمْسُ عَلَامَاتٍ مَحْتُومَاتٍ : الْيَمَانِيُّ ، وَ السُّفْيَانِيُّ ، وَ الصَّيْحَةُ ، وَ قَتْلُ النَّفْسِ الزَّكِيَّةِ ، وَ الْخَسْفُ بِالْبَيْدَاءِ.
وهناك علامات اخرى تسمى بغير الحتمية.
ونلفت النظر الى أن غييته كما لها جانب مرتبط بنا من حيثية تهيئة النفوس و الأرضية، فإنّ لها أيضا حيثية إلهية فهو منتظِر "بالكسر" لأمره ربه بالخروج كما هو منتظَر" بالفتح" ينتظره المسلم وتتشوق نفسه لرؤية إمام زمانه ليعتصم بحبله ويلتجأ الى حصنه وليتحقق وعد الله على يديه و ينتقم من القوم الظالمين كيف لا وهو المذل للظالمين و المعز للمسلمين وكلما شعر المسلم بالضعف تزداد حاجته الى إمام زمانه ليرفع عنه ذلك ليمن الله علينا بظهوره فهو أمل المستضعفين
والحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين