وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد فإنَّ من نظر الى صفحات التأريخ مقلبا اياها صفحة تلو اخرى لن يجد ما يمكن الاعتماد عليه والوثوق به حول ذلك بشكل واضح لا شك فيه و لا شبهة تعتريه
ونحن ها هنا نتعرض لما ذكره علماؤنا الاعلام ونذكر اجاباتهم في المقام
وهي ترجع الى أمرين انها إمّا حُمَّت او سُمَّت (بمعنى انها اما ماتت بالحمى او بالسم ) :
وممن أشّر الى ذلك المرحوم آية الله المحقق السيد جعفر مرتضى العاملي (قدس) قائلا:
[يضاف إلى ذلك أيضاً: أنهم يقولون: إن زينب العقيلة (عليها السلام)، قد جاءت إلى الشام مع زوجها عبد الله في أيام عبد الملك بن مروان، وذلك في سنة المجاعة، ليقوم عبد الله بن جعفر فيما كان له من القرى والمزارع خارج الشام حتى تنقضي المجاعة، فماتت السيدة زينب (عليها السلام) هناك، ودفنت في بعض تلك القرى.
وفي الخيرات الحسان: أنها حمَّت من وعثاء السفر، أو لسبب آخر غير ذلك.
راجع معالي السبطين ج2 ص224 عن كتاب نزهة أهل الحرمين ص67 للسيد حسن الصدر، وعن الخيرات الحسان وراجع مرقد العقيلة زينب ص189 و190 و191 عن مراقد المعارف ج1 ص240 و324 وعن الثمر المجتنى للبراقي، والخيرات الحسان ج2 ص29 وتحفة العالم ج1 ص235 ونفس المهموم ص297 وهدية الزائرين ص353 ومنتخب التواريخ ص103 وغير ذلك]
واذا راجعنا المصدر فنرى انه قد جاءَ في كتابِ ( الخيراتِ الحِسانِ ) وغيرِه : أنّ مجاعةً أصابتِ المدينةَ فرحلَ عنها بأهلِه عبدُ اللهِ بن ُجعفرٍ إلى الشامِ في ضَيعةٍ له هناك ، وقد حُمَّتْ زوجتُه زينبُ ( ع ) من وعْثاءِ السفرِ أو ذكرياتِ أحزانٍ وأشجانً من عهدِ سبيِ يزيدَ لآلِ الرسولِ ( ص ) ، ثم تُوفِّيتْ على أثرِها في نصفِ رجبٍ سنةَ خمسٍ وستينَ من الهجرةِ، ودُفنَتْ هناكَ حيثُ المزارُ المشهورُ.
وفي الختام نتعرض لما احتمله جملة من الباحثين انها توفيت مسمومة من قبل يزيد وليس هذا ببعيد عن يزيد الاموي، فإن سياستهم مع معارضيهم كانت تقوم على اساس قتلهم اما بالسم كما حصل مع سيدنا الحسن او بالتصفيه الجسدية كما حصل يوم عاشوراء مع سيدنا سيد الشهداء
وممن احتمل ذلك سماحة السيد محمد كاظم القزويني قائلا: ولقد أهمل التاريخ ذكر سبب وفاتها! أم أنّها قُتِلَت بسبب السُمّ الذي قد يكون دُسّ إليها من قِبَل الطاغية يزيد ، حيث لا يَبعُد أن يكون قد تمّ ذلك ، بسرّيةٍ تامّة ، خَفيَت عن الناس وعن التاريخ.
والحمدلله رب العالمين