لماذا دفنت السيدة زينب عليها السلام في الشام؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ذكر المؤرخون أنّ السيدة زينب عليها السلام قد رجعت إلى الشام مرّة أخرى، وتعدّدت الأقوال في سبب الرجوع:
منها: المجاعة التي أصابت أهل المدينة , فهاجرت (عليها السلام) مع زوجها عبد الله إلى الشام ليقوم عبد الله بن جعفر بالاستفادة من القرى والمزارع التي له خارج الشام حتى تنقضي المجاعة، فماتت السيدة زينب (عليها السلام) هناك، ودفنت في بعض تلك القرى. وفي الخيرات الحسان: أنها حُمَّت من وعثاء السفر (أي أنّها أصيبت بالحمّة من مشقّة السفر)، أو لسبب آخر غير ذلك.. وهذا معناه: أنها (عليها السلام) لم تسكن في تلك القرية، بل لحقت بربها بعد مدة يسيرة من وصولها إليها..
ومنها: أنّه قد كان من سياسات الأمويين والعباسيين التضييق على أهل البيت عليهم السلام، إلى حد أنهم كانوا يفرضون عليهم الإقامة الجبرية في مواضع لا يرغبون بالإقامة فيها.. كما هو الحال بالنسبة للإمام الرضا (عليه السلام)، والهادي، والعسكري، وغيرهم من الأئمة صلوات الله عليهم.
وكانوا يطلبون منهم أيضاً: أن يزوروهم بين الفينة والفينة، إلى غير ذلك من أساليب القهر، والظلم، التي كانوا يمارسونها ضدهم..
وإذا كانت السيدة زينب (عليها السلام) هي تلك المرأة المجاهدة التي ضيّعت ـ بجرأتها وبحكمتها ـ على طغاة الأمويين ما كانوا يحلمون به، وبددت جهودهم، وأبطلت كيدهم، فإن خوفهم منها سوف يكون كبيراً، وسيسعون إلى رصد تحركاتها، والتضييق عليها، وشل حركتها، ما وجدوا إلى ذلك سبيلاً..
وهذا ما يثير احتمال أن يكون ثمة ضغط شديد عليها، لحملها على أن تكون بالقرب منهم، وتحت نظرهم..
ولذلك فإنهم لن يرضوا منها بالسفر إلى مصر، ولا إلى غيرها من البلاد، حتى لا تحرك البلاد والعباد ضدهم، لا سيما وهي تملك أعظم سند إدانة ضدهم ـ وهو ما سوف يكون له أعظم الآثار في تعريف الناس بحقيقتهم، وبأهدافهم، وبمؤهلاتهم ـ وهو جريمة قتلهم لريحانة الرسول، وسبطه، وأهل بيته، وأصحابه، وسبي نسائه صلى الله عليه وآله..
فهل تراهم سوف يغضون الطرف عن نشاطات السيدة زينب (عليها السلام)، ويسكتون على تحركاتها، ويطلقون يدها في التصرف؟ وهل يمكن أن يعطوها الحرية بالتنقل والاتصال بالناس؟! خصوصاً في المناطق البعيدة عن أنظارهم، وحيث يصعب عليهم مراقبة الأحوال فيها بدقة وفعالية؟!..
ألا يروا أن إقامتها في ذلك المكان المعزول في تلك القرية هو الأنسب والأولى لهم والأوفق بمصالحهم؟!
إن مقام الزهراء (عليها السلام) كان أعظم في الأمة من مقام زينب (عليها السلام)، ومع ذلك فقد حاول الأولون منعها حتى من البكاء على أبيها، وأخرجوها من بيتها، حين رأوا: أن وجودها هناك سوف يؤثر عليهم، وسيثير تساؤلات الناس حول ما صدر منهم تجاهها.
دمتم موفقين لكل خير
المصدر: