وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اشتهر بين المحبين وجود مقام في الشام لبنت اسمها رقية وقد ذكر العلامة السيد محسن الأمين في كتابه أعيان الشيعة [أعيان الشيعة ج32 ص34 و (ط دار التعارف) ج7 ص34] قائلا:
ينسب إليها قبر ومشهد مزور بمحلة العمارة من دمشق. الله أعلم بصحته. جدّده الميرزا علي أصغر خان وزير الصدراة في إيران عام 1323هـ
وقد أرخت ذلك بتاريخ منقوش فوق الباب أقول فيه من أبيات:
لــه ذو الــرتبة العــــليا عـــلي وزيــــر الصــدر في إيران جــدد
وقـــد أرخــتها تـزهــو ســناء بقــبر رقـــية مـــن آل أحمــد(1)
والظاهر أنّ المصادر القديمة والمعتبرة التي أحصت أولاد الإمام الحسين (ع) لم تذكر بنتاً للإمام اسمها رقية، ، وحتى العلامة المجلسي في بحار الأنوار والمحدث الجليل الشيخ عباس القمّي في مؤلفاته لم يشيرا إلى اسم رقية باعتبارها ابنة للإمام (ع)
وكيف كان فإن علامة عصره وزمانه في التحقيق و التدقيق السيد جعفر مرتضى العاملي رحمه الله قد فصّل في هذا البحث مشيرا الى انه ليس لدي معلومات كثيرة عن هذا الموضوع، وغاية ما أقوله هنا: أنه إن كان السؤال عن رقية بنت الإمام الحسين «عليه السلام»، فما نعرفه عنها قليل جداً، ثم اخذ بعرض الكلمات و مناقشتها الى ان قوّى احتمال ان تكون رقية هي بنت امير المؤمنين زوجة مسلم وهي المدفونة في الشام فقال الظاهر: أن رقية بنت أمير المؤمنين «عليه السلام»، أعني امرأة مسلم بن عقيل «عليه السلام»، قد سبيت مع من سبي وحملت إلى دمشق، إذ لم نجد ما يدل على أن ابن زياد قد أفرج عن أي من السبايا اللواتي أخذن في كربلاء، كما لا نجد مبرراً للاحتفاظ بأي منهن في سجن الكوفة.
وهذا يقوِّي لدينا احتمال أن تكون رقية المدفونة بدمشق هي بنت علي «عليه السلام»، وليست رقية بنت الحسين «عليه السلام
ثم ختم كلامه بعد عرض قضية الوفاة وكيفيتها والنقاش فيها قائلا: فتلخص: أن الراجح هو: أن السيدة رقية التي يزار قبرها في دمشق هي بنت أمير المؤمنين «عليه السلام»، لا بنت الإمام الحسين (عليه السلام)
والحمدلله رب العالمين