الإمام الحسين لم يرضع من السيدة فاطمة بل رضع من اصبع النبى محمد ؟
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبعد فإن المتأمل في الروايات والمراجع للكلمات يتضح لديه -كما سنشير إليه- ضعف سند الرواية المذكورة، ومعه فلا يمكن حينئذٍ أن نجزم بصدورها، وكذلك ليس بوسعنا إنكارها أو الإفتاء بكذبها فكما أن الإثبات يحتاج إلى دليل فالنفي كذلك وحينما نقول أنَّ الرواية ضعيفة فليس هذا يساوق إثبات الكذب لها ولكن لا يمكننا العمل على طبقها أو نقلها جازمين بصدورها.
وإن كان يرى البعض أن الرواية نقلت في مصادر قديمة، ولم يقتصر نقلها على الكتب المتأخرة أو الحديثة، وهذا يعد من مرجحات الأخذ بها ولا بأس حينئذ بنقلها، كورودها في الكافي الشريف لثقة الإسلام الشيخ الكليني (قدس سرّه).
وكيف كان فحتى مع التسليم بإغضاء النظر عن سندها فإننا تواجهنا مشكلة بدلالتها فما هو التفسير العلمي للارتضاع؟
[محاولة]
حاول البعض شرح القضية مرة بإرجاعها إلى التأثير الجسدي وتفسير الحديث المعروف بين المسلمين (حسين مني وأنا من حسين) على طبقها، قائلا:
فنبت لحم الحسين (ع) من لحم رسول اللّه (ص) ودمه، وهذا مصداق قول النبي (ص): «حسين مني، وأنا من حسين».
ولله درّ الشاعر حيث قال:
لله مرتضع لم يرتضع أبدا من ثدي أنثى، ومن طه مراضعه
يعطيه إبهامه آنا وآونة لسانه، فاستوت منه طبائعه (موسوعة كربلاء نویسنده : لبيب بيضون جلد : 1 صفحه : 168)
وحاول آخر إرجاعها إلى التأثير المعنوي كما ينسب إلى ابن شهرآشوب في المناقب بأن هذا الأمر يمثل للإمام عليه السلام تغذية فكرية او لأجل كون الامامة في نسله وذريته.
وتبقى هذه التفسيرات، في خانة الاحتمالات، وهذا هو شأن كل واقعة لم تعللها الروايات.
وقد وجه السؤال المذكور لجملة من الأعلام، وممن أجاب عنه العلامة السيد جعفر مرتضى العاملي (رحمه الله) قائلاً:
وبعد،
فإن هناك أكثر من رواية وردت تدل على أن الحسين عليه السلام قد رضع من إبهام رسول الله صلى الله عليه وآله...
وقد روى ذلك الكليني، والصدوق رحمهما الله أيضاً ولكن ما رأيناه من هذه الروايات هو بين المرسل والضعيف سنداً، ولم نجد من بينها ما هو صحيح سنداً، لكن ذلك لا يعني أنَّ القضية مكذوبة من أساسها، فإنَّ كثيراً من الحقائق قد رويت بأسانيد ضعيفة، أو وردت في أخبار مرسلة... واللازم في مثل هذه الحالات عدم المبادرة إلى إصدار الحكم الجازم بصحة الخبر أو برفضه إذا لم تتأكد صحته أو يتأكد ما يقتضي رفضه بقرائن تفيد في ذلك... (مركز الاشعاع الإسلامي)
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين