السؤال 1774: ما أهمية المستحبات في رحلة الآخرة والتزود المعنوي لها ؟

Question

السلام عليكم
ما أهمية المستحبات في رحلة الآخرة والتزود المعنوي لها ؟

Answer 1

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نُقل عن الإمام الهادي (ع): (أن الدنيا سوق: ربح فيها قوم، وخسر آخرون)..على كل انواع العبادة المذكورة من قبيل عبادة الله طمعا في جنته او خوفا من ناره او عبادته لانه اهل لذلك اي عبادته حبا له، تقع المستحبات كاعمال تمنح الفرد فرصة للتقرب الى الله مهما كان نوع عبادته، بل هي ترفعه من مقام الى مقام لانه عبادة غير مفروضة عليه، ويستفاد من بعض الروايات ان من يمتثل اليها يمن الله عليه بمحبته والله اذا احب عبدا الهمه سبل الخير والصلاح، مثلا ورد ورد في بعض الروايات أن النافلة مكملة للفرائض، فالذي يقصر في الفريضة وقتاً وكيفية وخشوعاً، بإمكانه تدارك ذلك بالنافلة، والتعقيبات اليومية، وقد ورد عن الإمام الصادق (ع): (صلاة المؤمن بالليل، تذهب بما عمل من ذنب بالنهار).. فالإنسان يوميا يخطئ، ويذنب عن غير عمد، وعندما يأتي الليل، يخلو مع ربه، وبقطرات من الدموع يتكلم مع ربه؛ فيعيد نشاطه، ويعيد طراوته ونظافته الباطنية، وفي رواية اخرى عن الإمام العسكري (ع): (إن الوصول إلى الله -عزّ وجل- سفر، لا يدرك إلا بامتطاء الليل)، كثيرة هي المستحبات الشرعية وهي تمثل في العديد منها علاجا خاصا لكل شائبة من شوائب النفس، هذه الهندسة وضعت من قبل حكيم عالم بخافيا هذه النفوس وطرق صلاحها وهدايتها الى رشدها واي انسان يرى ان الوصل الى الله هي غايته وهدفه لا يتوانى عن المضي بكل ما يحقق له هذا الهدف النبيل، وبالتالي يكفي فيها انها محببة عند المولى ويكفي في اهميتها انه لا يحب الا ما فيه مصلحة لعباده ويكفي للتزود منها ان انفاس المرء خطاه الى اجله وانه يعيش مهلة لا فرصة بعدها للعمل والتزود، فكما تعبر بعض الروايات اليوم عمل ولا حساب وغدا حساب ولا عمل فخذوا من ممركم الى مقركم..والله ولي التوفيق والتسديد