وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
لا ملازمة بين التواصل معهم ورؤيتهم وبين دخول المشاكل إلى البيت فالأفضل البحث عن حلول أخرى لتجنب انتقال هذه المشاكل إليكم إن كان التخوف مقتصر على هذا الأمر، ولكن لو فرضنا ذلك، فإن كان تجنب التواصل معهم ورؤيتهم إلا عند الضرورة منافٍ للإحسان إليهما أو لمعاشرتهما بالمعروف فيحرم.
وعموما يجب على الولد تجاه أبويه أمران:
(الأول) الاحسان إليهما، بالانفاق عليهما إن كانا محتاجين وتأمين حوائجهما المعيشية وتلبية طلباتهما فيما يرجع إلى شؤون حياتهما في حدود المتعارف والمعمول حسبما تقتضيه الفطرة السليمة ويعدّ تركها تنكراً لجميلهما عليه، وهو أمر يختلف سعةً وضيقاً بحسب اختلاف حالهما في القوة والضعف.
(الثاني) مصاحبتهما بالمعروف، بعدم الاساءة إليهما قولاً أو فعلاً وإن كانا ظالمين له، وفي النص (وإن ضرباك فلا تنهرهما وقل غفر الله لكما).
هذا فيما يرجع إلى شؤونهما.
وأما فيما يرجع إلى شؤون الولد نفسه:
آية الله العظمى السيد السيستاني (حفظه الله):
مما يترتب عليه تأذّي أبويه فهو على قسمين :
١- أن يكون تأذّيه ناشئاً من شفقته على ولده ، فيحرم التصرّف المؤدّي إليه سواء نهاه عنه أم لا
٢- أن يكون تأذّيه ناشئاً من اتصافه ببعض الخصال الذميمة ، كعدم حبّه الخير لولده دنيوياً كان أم اخروياً ، ولا أثر لتأذّي الوالدين إذا كان من هذا القبيل ، ولا يجب على الولد التسليم لرغباتهما من هذا النوع ، وبذلك يظهر أن إطاعة الوالدين في أوامرهما ونواهيهما الشخصية غير واجبة في حد ذاتها.
المصدر: الموقع الرسمي: 1، 2.
آية الله العظمى السيد الخامنئي (حفظه الله):
إذا كان أمرُ الوالدين في عملٍ لا مانع فيه شرعا، فالأفضل إطاعة أمرهما، إلا إذا أدى عدم إطاعتهما لأذيتهما أذية معتدٍّ بها، عندئذٍ لا تجوز مخالفة أمرهما.
وبذلك يظهر ان اطاعة الوالدين في أوامرهما ونواهيهما الشخصية غير واجبة في حد ذاتها والله العالم.
دمتم موفقين لكل خير.