وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحديث موثّق.
لكنّ ما ينبغي الالتفات إليه هو أنّ صحّة الحديث ليست كافية للعمل به في شتّى المجالات. فالحديث الصحيح يكفي للعمل به ـ وعلى بعض المباني ـ في الأحكام الشرعيّة فقط، دون التفسير والعقائد والتاريخ والطبّ...
والحديث الذي نحن بصدده ليس مفاده من قبيل الأحكام الشرعيّة. فقد يقال: نتوقّف فيه إلى أن نجمع القرائن حتى يحصل الاطمئنان بصدوره.
ولعلّ لدينا ما يدلّ على أنّ مفاده لن يكون، ألا وهو قوله تعالى: (فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ)، حيث عبّر بعض المفسّرين بأنّ هذه الآية مُشعِرة بأنّ النصارى سوف يبقون إلى يوم القيامة، وبقاؤهم على نصرانيّتهم وبقاؤهم على العداوة والبغضاء من المعصية بلا شكّ. فهذا مضمون قرآنيّ منافٍ للحديث.
ثمّ إنّه ينبغي النظر في مسألة قتل الإمام (عليه السلام) فما لم يثبت ذلك بسندٍ صحيح بل بحديث متواتر أو محتفّ بقرائن تدلّ على صدوره عن الإمام (عليه السلام) لا يمكننا البناء على هذه المعلومة.
وهذا الجواب المنهجيّ يجعلنا نتوقّف في كثيرٍ من المشهورات، والتي يحتاج كلّ منها إلى دراسة لا تتيسّر في هذه العجالة.
دمتم موفقين لكل خير