وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن المتأمّل في الروايات التي تحدثت عن العلامات يرى أنها تنقسم إلى حتميات وغير حتميات، والحتمي منها خمسة والمعروف عدم جريان البداء فيها وما سألتم عنه ليس منها
وإنما قلنا المعروف لكون جملة من العلماء عمموا في الحتميات أيضا جريان البداء.
وكيف كان فقد جاء في الروايات ما ذكرتموه من الجوع الذي سوف يصيب البشرية وهذا ما هو موجود في كتب الشيعة الجعفرية:
قال سألت أبا جعفر محمد بن علي عليه السلام (أي الإمام الباقر) عن قوله تعالى " ولنبلونكم بشيء من الخوف والجوع " فقال: الجوع عام وخاص. فأما الخاص من الجوع فبالكوفة، يخص الله به أعداء آل محمد فيهلكهم. وأما العام فبالشام يصيبهم خوف وجوع ما أصابهم (به) قط. أما الجوع فقبل قيام القائم، وأما الخوف فبعد قيام القائم " (البحار ج 52 ص 229)
وإلى ما هنالك من المرويات التي أشارت إلى وقوع النقص في الأموال والأنفس والثمرات، ولكنها كما ذكرنا لا تعد من الحتميات فمن المحتمل حينئذٍ جريان البداء فيها بمعنى عدم حصولها.
والمراد من البداء في الكلمات والتي تحدثت عنه الروايات هو الإظهار بعد الإخفاء وهذا المعنى جائز بحقه تعالى واقع منه.
بخلاف البداء في الممكنات الممتنع عن ساحته تعالى و هو الظهور بعد الخفاء لاستلزامه نسبة الجهل إليه و تطرأ النقص له وقد تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا
والحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين