عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وقع الكلام بين الأعلام حول العلامات وكل ذلك تابع للنظر في الروايات فليس البحثُ نظرياً او عقلياً أو ما أشبه ذلك
غايته أن المعروف فيما بينهم كون العلامات الحتمية خمسة.
بينما غير الحتمية أكثر من ذلك.
هذا من جهة و من جهة ثانية يعتقد جملة من العلماء أنه لا علاقة للمكلف بالعلامة بل حصولها مرتبط بالمولى فالمؤمن ينتظر حصولها ليلتحق بالركب الإلهي لصاحب الزمان المهدي (عج)
بينما يرى جملة من الأعلام أنه لعل المراد من بعض العلامات هو حث المسلمين على تحقيق العلامة بمعنى تهيئة أسبابها و تمهيد الأرضية لها ويرون أن مصطلح الموطئين يطلق على الذين يكون لهم دور مهم في تمهيد الأرضية لظهور ونصرة امامنا المهدي (عج)
فإن غيبته لم تكن الا لحكمةٍ اقتضتها المشيئة الإلهية وسينهض في آخر الزمان حاملا لواء النجاح و الإصلاح ليملأ الأرض قسطاً وعدلاً بعد أن ملئت ظلما وجورا
وقد وضح العلماء في كتبهم اسباب غيبته و التي منها : أن تهيئة السُبُل لتحقيق وإنجاز الوعد الإلهيّ على يديه، إنّما يتمّ بعد التمحيص الّذي يختبر الله تعالى به عباده الصالحين ليستخلص من بينهم أفراداً هم قادة جيشه "عج" والموطّئون لظهوره، وهم نواة الجيش العقائديّ والإيمانيّ الّذي به يقود الإمام المهديّ (عج) الشريف جهاده على الظلم.
وتجدر الإشارة الى ان مصطلح الموطئين وجدت له اشارات في كتب الروايات ومنها ما روي في مصادر الحديث عند الشيعة الامامية.
ومنها ما روي عن طريق أهل السنة وقد اشارات الروايات الى اماكن وجود الموطئين في المشرق و خرسان و اليمن وقم والري وفيما يلي نضع بين يدي القارئ الكريم مقتطفات من
الروايات عند العامة و الخاصة التي تشير الى ما ذكرنا منها ما جاء عن النبي في مستدرك الصحيحين، الحاكم النيشابوري: ح4464.
قوله( ص): ...حتّى ترتفع راياتٌ سودٌ في المشرق، فيسألون الحقّ فلا يُعطونه، ثمّ يسألونه فلا يُعطونه، ثمّ يسألونه فلا يُعطونه، فيقاتلون، فيُنصرون، فمن أدركه منكم ومن أعقابكم فليأت إمام أهل بيتي ولو حبواً على الثلج فإنّها رايات هدى..."
ومنها
ما ذكره في كشف الغمّة 2: 473، عن الاربعين لابي نعيم، البرهان / المتّقي الهندي: 148 / 5.
عن ثوبان، قال: قال رسول الله (صلي الله عليه وآله وسلم): تجيء الرايات السود من قبل المشرق، كأنّ قلوبهم زبر الحديد، فمن سمع بهم فليأتهم ولو حبواً علي الثلج
واورد العلامة المجلسي في بحاره - بحار الأنوار، م.س: ج 52 ص 243
عن الإمام الصادق عليه السلام قال: "كأنّي بقومٍ قد خرجوا بالمشرق يطلبون الحقّ فلا يعطونه ثمّ يطلبونه، فإذا رأوا ذلك وضعوا سيوفهم على عواتقهم فيعطون ما شاؤوا فلا يقبلونه، حتّى يقوموا ولا يدفعونها إلّا إلى صاحبكم (أي الإمام المهديّ عجل الله تعالى فرجه الشريف) قتلاهم شهداء"
و عن الإمام أمير المؤمنين عليه السلام
قال: "ثمّ تخرج راية من خراسان يهزمون أصحاب السفيانيّ حتّى تنزل ببيت المقدس توطّئ للمهديّ سلطانه"
وجاء في بحار الأنوار، م.س: 57/216
رجل من أهل قمّ يدعو الناس إلى الحقّ، يجتمع معه قوم قلوبهم كزبر الحديد، لا تزلّهم الرياح العواصف، ولا يملّون من الحرب ولا يجبنون وعلى الله يتوكّلون والعاقبة للمتّقين
عن الإمام الباقر عليه السلام في قيادة اليمانيّ قبل ظهور الإمام عجل الله تعالى فرجه الشريف: "وليس في الرايات أهدى من راية اليمانيّ، هي راية هدى لأنّه يدعو إلى صاحبكم.
والحمدلله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين
منصة حرّة للإجابة عن أسئلتكم في المجالات التالية: الأحكام الشرعية، القرآنيات، العقيدة، السيرة، الأخلاق، ولتقديم المشورة في المشاكل الاجتماعية.
