ما هي آداب التعامل مع زوجات الرسول صلى الله عليه وآله وسلم؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoعليكم السلام ورحمة الله
قد بينا فيما مضى حينما أجبنا عن سؤال بخصوص بعض زوجات النبي أنّنا نعتقد كشيعة إمامية، أنّ عنوان الزوجية، لا يمنح المتزوجة من النبي عصمة أو حصانة من ارتكاب المخالفات الشرعية، سوى هذه المكانة الإجتماعية ، وبعض الأحكام الفقهية.
وعليه فلا يوجد دليل بين أيدينا بخصوص زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) يدل على عصمتهن بل ولا على ضرورة عدالتهن، وسنشير بعد قليل الى انه ينبغي على المسلمين احترامهنّ والتعامل بأدبٍ معهنّ، لانه بالدقة احترام للنبي (صلى الله عليه وآله )، وهذا أدّبنا عليه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام في حرب الجمل مع عائشة بنت أبي بكر ولكن الاحترام لا يعني عصمتهنّ أو عدم جواز نقدهنّ فيما فعلن أو تركن، مع مراعاة كامل أشكال اللياقة والأدب معهنّ.
والمعروف عند المسلمين تنزيه نساء الأنبياء عن الفاحشة لما في ذلك من المسّ الكبير بزوجها وهو النبي (صلى الله عليه وآله) ولما يتركه ذلك من الأثر السلبي على دعوته، مما قد لا تستوجبه سائر الذنوب الأخرى غير الفاحشة، فالمتعين حينئذٍ تحصين زوجاته من الفاحشة ، لأنه تحصينٌ للنبي نفسه، باعتبار أنّ ذلك مما تقتضيه عصمة النبي.
وسواء سُلم هذا الدليل ام لا فإن الكتب المعتبرة خاليةٌ عن وقوع الفاحشة وعدم الدليل على الوقوع كاف لنفي ذلك الفعل القبيح.
وكيف كان، فإن سيدنا علي (عليه السلام) باب مدينة علم النبي (صلى الله عليه وآله) يعلمنا كيفية التعامل مع امهات المسلمين، فإنه بعد انتهاء معركة الجمل قد عضّ على جراحه، وتغاضى عن آلامه ، وتعامل مع عائشة بغاية الاحترام ، رعاية منه لحق نبي الاسلام (صلى الله عليه وآله).
فرغم فداحة الخطب وعظيم الجرأة على الله لانه حجة الله فالخروج عليه ليس خروجا على شخصه وحسب، بل هو خروج على الاسلام لما يمثله امامنا علي عليه السلام في ذلك الوقت فهو امام بنظرنا منصّب من الله و بنظرهم الخليفة الرابع مما جعل الخروج عليه وانتهاك حرمته وهو الحاكم الوحيد الشرعي العادل الذي بايعه عامة المهاجرين والأنصار بل و قادة الحرب في الجمل أمرا مرفوضا، ومع كون هذه المعركة قد أوقعت شرخا كبيرا في جسم الأمة، فإنّ أمير المؤمنين(عليه السلام) بقي ذلك الطود الشامخ، الذي لم يدفعه كل ذلك ليتصرّف بطريقة انتقامية كما جرت عادة بني البشر على التشفي والانتقام و الشماتة مع من خاصمه واعلن عليه حربه.
كلا والف كلا، فإنه علي( ع) وما أدراك ما علي
علي هو المجسد للإيمان الكامل و العبودية التامة
ومع كون عائشة التي أضفت بخروجها إلى تلك الحرب "المشروعية" وساهمت في تعبئة النفوس بما أدمى قلب امامنا علي(ع) وقلب كل غيور على عزة الأمة وتماسكها، فأي مبرر لحرب ضد خليفة متفق عليه بين المسلمين وأدت الى حصد أرواح الآلاف ، تجد سيدنا علي كما يحدثنا التاريخ انه أعادها إلى المدينة المنوّرة فما كان منها الا ان قالت: جزى الله ابن أبي طالب خيراً فقد حفظ فيّ حرمة رسول الله(ص)".
ولخص( ع) لنا حالها كما جاء في نهج البلاغة ٍ وَ أَمَّا فُلَانَةُ فَأَدْرَكَهَا رَأْيُ النِّسَاءِ وَ ضِغْنٌ غَلَا فِي صَدْرِهَا كَمِرْجَلِ الْقَيْنِ وَ لَوْ دُعِيَتْ لِتَنَالَ مِنْ غَيْرِي مَا أَتَتْ إِلَيَّ لَمْ تَفْعَلْ وَ لَهَا بَعْدُ حُرْمَتُهَا الْأُولَى وَ الْحِسَابُ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى ( نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 218)
ونشير في الختام الى أمر مهم ومعه يتم الكلام وهو أن زوجات النبي (صلى الله عليه وآله) يتفاوتن بالفضل وأفضلهن خديجة (عليها السلام) وبعد شهادة النبي اختلف حال نسائه و كانت خير نسائه ام سلمة كما جاء في الصحيح جزء ٥ ص٢٤٧ لقد كانت أم سلمة خير زوج لرسول الله (ص)، وبقيت بعده على العهد، لم تغير ولم تبدل، وقرت في بيتها كما أمرها الله، وناصرت وصي رسول الله، وعادت أعداءه ومحاربيه، حتى ليذكر البيهقي: أن عائشة دخلت على أم سلمة بعد رجوعها من وقعة الجمل، وقد كانت أم سلمة حلفت تكلمها أبدا، من أجل مسيرها إلى محاربة علي بن أبي طالب.
فقالت عائشة: السلام عليك يا أم المؤمنين.
فقالت: يا حائط، ألم أنهك؟ ألم أقل لك؟!
قالت عائشة: فإني أستغفر الله وأتوب إليه، (كيف تتوب إليه، وهي عندما جاءها نعي علي أعتقت غلامها، وأظهرت الشماتة، وتكلمت بالكلام السئ في حقه " عليه السلام ") كلميني يا أم المؤمنين.
قالت: يا حائط، ألم أقل لك؟! ألم أنهك؟!
فلم تكلمها حتى ماتت إلخ .
ولام سلمة كلام قوي واجهت به عائشة بعد حرب الجمل وقبلها.
ولها كتاب إلى علي " عليه السلام " حول خروج عائشة وإرسال ابنها سلمة إلى علي ليحارب معه عدوه، فليراجع ذلك من أراده . وبالمناسبة فإن ابن أم سلمة الذي أرسلته إليه اسمه " عمر "، وقد كان واليا لأمير المؤمنين " عليه السلام " على فارس والبحرين، وكان معه يوم الجمل .
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على محمد وآله الطاهرين