على ماذا يدل قوله تعالى: لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قد يُفهم من قوله تعالى: (لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا)، أنّ الإله غير الله الذي نفترض وجوده نفترضه كاملًا، والكامل لا يرتضي بالنقص، ومن النقص أن يرضى بوجود حاكمٍ متصرّفٍ غيره.
وقد يُفهم بنحوٍ آخر، وهو أنّ هؤلاء الآلهة المفترضين يفترض أنّهم مختلفون في ذواتهم فينبغي أن تختلف تصرّفاتهم، واختلاف التصرّفات في الأشياء يفسدها، فمثلا: قد يريد أحد هذه الآلهة أن تشرق الشمس الآن في الأرض، بينما يريد الآخر أن تغيب! أو يريد أحدهم أن يموت فلان والآخر يريده حيًّا إلى يوم القيامة! وهكذا...
وقال العلّامة الطباطبائيّ: "وتقرير حجة الآية أنه لو فرض للعالم آلهة فوق الواحد لكانوا مختلفين ذاتا متبائنين حقيقةً وتباين حقائقهم يقضي بتباين تدبيرهم فيتفاسد التدبيرات وتفسد السماء والأرض، لكنّ النظام الجاري نظام واحد متلائم الأجزاء في غاياتها، فليس للعالم آلهة فوق الواحد، وهو المطلوب" [الميزان في تفسير القرآن 14: 267].
فإن قلتَ: نفترض أنّهم كثيرون متّفقون.
قلتُ: إنّ وحدة النظام تدلّ على وحدة المدبّر. فيبقى افتراض التعدّد افتراضًا بلا دليل ولا قيمة له.
ولنعم ما قال عليٌّ (عليه السلام): "لو كان لربّك شريك لأتتك رسله، ولرأيت آثار ملكه وسلطانه".
دمتم موفقين لكل خير