هل حرق منزل الإمام الصادق (عليه السلام)؟
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته
إنّه وبعد مراجعة الكتب الروائية والمصادر التاريخية، نرى أن الحادثة المذكورة قد دُوِّنت في أصحِّ الكتب عندنا سنداً وأعلاها اعتباراً وهو الكافي الشريف لثقة الإسلام الشيخ الكليني وهو يعدُّ بحق من المصادر القديمة عندنا ومن الكتب التي يُرجع إليها، ويُعتمد عليها في الأمور الفقهية، والأبحاث العقائدية، والأحداث التاريخية.
وحادثة الإحراق وما أشبهها هي من سياسات هؤلاء الحكّام الظلمة الذين لا يشغلهم في الدنيا شيء إلا تقوية حكمهم والتمسك بمناصبهم.
والنفوس البارحة لا زالت هي النفوس، وملوك اليوم يستمدون من أجدادهم الدروس.
لأنّ الحاكم يؤرقه أن يرتفع مستوى التفكير عند الرعيَّة، ولا مخلص له من هذه البلية، إلا التضييق على العقل المدبر الذي يحرّض الناس على رفض الظلم والفساد ورفض سياسة الاستعباد.
ولأجل ذلك عاش أئمتنا وأتباعهم الحصار من قبل هؤلاء الكفار ومارسوا معهم عدّة سياسات كالتجويع والتجهيل والتضييق وما حادثة إحراق داره (عليه السلام) إلا من هذا القبيل.
ومعه فلا داعي للاستغراب والبحث مطولاً للوصول إلى الجواب فهذا ديدنهم وتلك سياستهم.
جاء في الكافي الشريف
...عن المفضل بن عمر قال وجه أبو جعفر المنصور إلى الحسن بن زيد وهو واليه على الحرمين أن أحرق على جعفر بن محمد داره، فألقى النار في دار أبي عبد الله الله فأخذت النار في الباب والدهليز، فخرج أبو عبد الله عليه السلام يتخطى النار ويمشي فيها ويقول: أنا ابن أعراق الثرى أنا ابن إبراهيم خليل الله عليه السلام (1).
وقد علق على بعض فقرات الرواية العلامة المجلسي صاحب بحار الأنوار شارحا بعد نقله إياها عن مناقب ابن شهر آشوب.
والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على سيدنا محمد وآله الطاهرين
المصادر: