السلام عليكم
ما هي معلوماتنا عن عالم البرزخ؟
ما هي معلوماتنا عن عالم البرزخ؟
البلد:
لبنان
1 إجابة واحدة
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تُعتبر النشأة البرزخية من عالم الغيب، الذي صار الإيمان به سِمةً من سمات المتقين قال تعالى: "الم * ذلك الكتاب لا ريب فيه هدى للمتقين * الذين يؤمنون بالغيب ويقيمون الصلاة ومما رزقناهم ينفقون " البقرة ١_ ٢ _ ٣
وكل ما كان من الغيب توقف إثبات أساسه وإثبات خصائصه على الإخبار من قبل الوحي القرآني أو على لسان النبي صلى الله عليه وآله وأهل بيت العصمة عليهم السلام.
ثم إنّه وقبل الحديث عن الخصائص لا بدَّ من التعريف بالبرزخ، فهو عالم ما بعد الموت، عالم ما بعد مفارقة الروح للبدن المادي لتتلبس بالبدن المثالي المتناسب مع تلك النشأة الجديدة، وقد يعبر عنه بعالم القبر أو يطلق على العذاب فيه بأنه عذاب القبر وليست التسمية إلا من باب المزامنة الحاصلة بين بداية الحياة البرزخية للفرد الإنساني وبين وضع البدن المادي في حفرة القبر وإلا فالحقيقة أن لا علاقة بين ذلك القبر المادي وبين عالم البرزخ.
فائدة:
الجسم المثالي هو الذي لا يُرى في كل الأحوال ومن قبل كل أحد، بل يراه البعض وفي حالات خاصة، وكأنّه وسط بين البدن المادي وبين المجردات، وهو على شاكلة جسد الإنسان في الدنيا، ويشبّهه البعض بما يراه النائم في منامه من أبدان أحياء أو أموات يعرفهم أو لا يعرفهم.
بعد كل ما تقدم ننتقل الى الحديث عن بعض خصائصه وأحوال الإنسان فيه بحسب ما أثبتته الآيات والروايات وهي على سبيل المثال لا الحصر:
1_ أنّ الناس في البرزخ على ثلاثة أقسام:
الأول: الأحياء المنعّمون.
الثاني: الأحياء المعذّبون.
الثالث: الأحياء الملهى عنهم والذين هم في سبات.
عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال: إنما يُسأل في قبره من مُحِضّ الإيمان محضا والكفر محضا وأما ما سوى ذلك فيُلهى عنهم.
الكافي. ج ٣. ص ٢٣٥
أما المنعمون فكالشهداء المقتولين في سبيل الله تعالى: " ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا بل أحياء عند ربهم يرزقون "
وأما المعذبون فيعتبر آل فرعون مثالهم البارز لقوله تعالى:
" النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ " غافر ٤٦
2 _ سؤال القبر:
من الأمور الثابتة والمجمع عليها بين المسلمين أنّ الإنسان سيُسأل في القبر عن ربه ودينه ونبيه وإمامه وعن الصلاة، ومن يسأله ملكان كريمان هما منكر ونكير أو مبشر وبشير:
" يقول الإمام جعفر الصادق عليه السلام في تفسير قوله تعالى (يثبت الله الذين امنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة ): اذا وضع الرجل في قبره أتاه ملكان ملك عن يمينه وملك عن يساره، وأقيم الشيطان بين يديه عيناه من نحاس، فيقال له: ما تقول في هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم يزعم أنه رسول الله فيفزع لذلك فزعة ويقول إن كان مؤمنا: أعن محمد صلى الله عليه وآله رسول الله تسألني، فيقال له عند ذلك : نم نومة لا حلم فيها، ويفسح له في قبره تسعة أذرع ويرى مقعده من الجنة، وهو قول الله : (( يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالقَولِ الثَّابِتِ )) وإن كان كافرا قالا له: من هذا الرجل الذي كان بين ظهرانيكم يقول إنه رسول الله؟ فيقول: ما أدري، فيخليان بينه وبين الشيطان (الكافي للكليني ج3 ص238).
3 _ ضغطة القبر:
من الأهوال التي تحصل لبعض بني الإنسان في القبر ما يسمى بضمة القبر أو ضغطة القبر :
" عن أمير المؤمنين عليه السلام: إن الكافر إذا دفن قالت الأرض: لا مرحباً ولا أهلاً، لقد كنت من أبغض من يمشي على ظهري، فإذا وليتك فستعلم كيف صنعي بك، فتضمه حتى تلتقي أضلاعه".
4 _ حضور النبي وأهل البيت عليهم السلام عند المؤمن:
" عنِ الإمامِ الصّادقِ (عليه السّلام) أنّهُ قالَ لجماعةٍ مِن شيعتِه المؤمنينَ: "منكُم واللهِ يُقبلُ، ولكُم واللهِ يُغفر، إنّهُ ليسَ بينَ أحدِكم وبينَ أن يُغتَبطَ، ويَرى السّرورَ وقرّةَ العينِ إلاّ أن تبلغَ نفسهُ هاهُنا – وأومأ بيدِه إلى حلقِه – ثمَّ قالَ: إنّهُ إذا كانَ ذلكَ واُحُتضرَ، حضرَه رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ و آله) وعليٌّ وجبرئيلُ وملكُ الموتِ (عليهِ السّلام) فيدنو منهُ عليٌّ (عليه السّلام) فيقولُ: يا رسولَ اللهِ إنَّ هذا كانَ يحبُّنا أهلَ البيتِ فأحبّه، ويقولُ رسولُ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ و آله): يا جبرئيلُ إنَّ هذا كانَ يحبُّ اللهَ ورسولَه وأهلَ بيتِ رسولِه فأحبَّه، ويقولُ جبرئيلُ لملكِ الموتِ: إنَّ هذا كانَ يحبُّ اللهَ ورسوله وأهلَ بيتِ رسولِه فأحبّه وأرفَق بهِ فيدنو منهُ ملكُ الموتِ فيقولُ: يا عبدَ اللهِ أخذتَ فكاكَ رقبتِك؟ أخذتَ أمانَ براءتِك؟ تمسّكتَ بالعصمةِ الكُبرى في الحياةِ الدّنيا؟ قالَ: فيوفّقُه اللهُ عَزّ وجَلّ فيقولُ: نعَم، فيقولُ وما ذاك؟ فيقولُ: ولايةُ عليٍّ بنِ أبي طالب فيقولُ: صدقتَ: أمّا الذي كنتَ ترجوهُ فقد أدركتَه، أبشِر بالسّلفِ الصّالحِ مُرافقة رسولِ اللهِ (صلّى اللهُ عليهِ وآله) وعليٍّ وفاطمةَ (عليهما السّلام) ثمَّ يسلُّ نفسَه سلاًّ رفيقاً"
5_ إمكانية تلاقي أرواح المؤمنين:
عن حبة العرني قال : خرجت مع أمير المؤمنين (عليه السلام) إلى الظهر فوقف بوادي السلام كأنه مخاطب لأقوام فقمت بقيامه حتى أعييت ثم جلست حتى مللت ثم قمت حتى نالني مثل ما نالني أولا ثم جلست حتى مللت، ثم قمت وجمعت ردائي فقلت : يا أمير المؤمنين إني قد أشفقت عليك من طول القيام فراحة ساعة ثم طرحت الرداء ليجلس عليه فقال لي : يا حبة إن هو إلا محادثة مؤمن أو مؤانسته، قال : قلت : يا أمير المؤمنين وإنهم لكذلك، قال : نعم ولو كشف لك لرأيتهم حلقا حلقا محتبين يتحادثون فقلت : أجسام أم أرواح فقال : أرواح وما من مؤمن يموت في بقعة من بقاع الأرض ألا قيل لروحه : الحقي بوادي السلام وإنها لبقعة من جنة عدن"
الكافي ج3ص243
6_ إمكانية تكامل الإنسان المؤمن في البرزخ كما قد يفهم من بعض النصوص:
" عن سليمان بن داود المنقري، عن حفص قال: سمعت موسى بن جعفر (عليهما السلام) يقول: لرجل أتحب البقاء في الدنيا؟ فقال: نعم، فقال: ولم؟ قال: لقراءة قل هو الله أحد، فسكت عنه فقال له بعد ساعة: يا حفص من مات من أوليائنا وشيعتنا ولم يحسن القرآن علم في قبره ليرفع الله به من درجته فإن درجات الجنة على قدر آيات القرآن يقال له: اقرأ وارق، فيقرأ ثم يرقى" الكافي للشيخ الكليني ج٢ ص ٦٠٦
هذا بالإضافة الى روايات عديدة تشير الى أنّ الإنسان ينتفع بعمل الأحياء له وبذلك يحصل على الثواب في البرزخ من خلال تلك الأعمال وهذا نوع تكامل له فربما يكون معذبا فيرفع عنه العذاب وربما يكون محروما من بعض النعم فيرزق بعمل الأحياء له.
والحمد لله رب العالمين.