تاريخ اليوم

home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك content_copy نسخ الجواب settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
menu search
brightness_auto
more_vert
السلام عليكم
هل الموتى في عالم البرزخ يعلمون انهم أموات.  وشكرا
البلد: العراق
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

الجواب الإجمالي:

ان الانسان وفي حال وجوده في عالم البرزخ، أي في حال موته،  هو أكثر قدرة على التعرف على حقيقة حاله وعلى أنه انتقل من عالم الدنيا وعالم أسر البدن الى العالم الاخر، أي أنه قد مات،  وهو – في الجملة -  مطلع أيضا على محل وجود من لم يلحقوا به من أبناء عالم الدنيا.

الجواب التفصيلي:

للإجابة على سؤالك لا بد من تقديم مقدمات:

المقدمة الأولى:

ان الانسان جسد وروح وحقيقته في الروح لا في الجسد.

المقدمة الثانية:

ان حقيقة الموت ليست الا الانتقال من عالم الدنيا الى عالم آخر ونشأة أخرى هو عالم الاخرة, ومبدؤه البرزخ, وهذا الانتقال ليس انتقالا مكانيا كانتقال أحدنا من بلد الى اخر, وانما جوهره تحرر الروح من أسر الجسد لتعود مطلقة ومجردة, وبالتالي فان وجود الانسان في عالم البرزخ ليس الا وجودا للروح المطلقة المحررة من أسر الجسد وان كانت بينها وبينه نحو تعلق وارتباط ليس هنا محل الكلام فيه, ووجود الجسد في القبر لا يعني ان روح الانسان فيه او ان بوابة عالم البرزخ – ماديا -  هي القبر, وكم من ميت لا قبر له كالمقطعين او الذائبين او مفقودي الأثر, رغم انه لا شك انه انتقل الى البرزخ.

يقول العلامة الطباطبائي صاحب تفسير الميزان:

"  ويتبين بالتدبر في الآية ، وسائر الآيات التي ذكرناها حقيقة أخرى أوسع من ذلك ، وهي تجرد النفس ، بمعنى كونها أمرا وراء البدن وحكمها غير حكم البدن وسائر التركيبات الجسمية ، لها نحو اتحاد بالبدن تدبرها بالشعور والإرادة وسائر الصفات الادراكية ، والتدبر في الآيات السابقة الذكر يجلي هذا المعنى فإنها تفيد أن الانسان بشخصه ليس بالبدن ، لا يموت بموت البدن ، ولا يفنى بفنائه ، وانحلال تركيبه وتبدد أجزائه ، وأنه يبقى بعد فناء البدن في عيش هنئ دائم ، ونعيم مقيم ، أو في شقاء لازم ، وعذاب أليم ، وأن سعادته في هذه العيشة ، وشقائه فيها مرتبطة بسنخ ملكاته وأعماله ، لا بالجهات الجسمانية والاحكام الاجتماعية معان تعطيها هذه الآيات الشريفة ، وواضح أنها أحكام تغاير الاحكام الجسمانية ، وتتنافى الخواص المادية الدنيوية من جميع جهاتها ، فالنفس الانسانية غير البدن(1)"

المقدمة الثالثة:

ان تحرر الروح من الجسد يجعلها أكثر قدرة على المعرفة والادراك والاحاطة وذلك بمقتضى تجردها التام عن المادة ويعيد اليها جملة من الميزات والخصائص التي فقدتها بمقتضى اندكاكها في البدن حيث صارت أدوات المعرفة والعلم والتعرف الى الأشياء بالنسبة اليها, والحال هذه, ليست الا أعضاء البدن وأقسامه التي هي الاته, فهي ترى من خلال العين وتسمع من خلال الاذن وهكذا, اما اذا انفصلت عن البدن- بالموت - فقد عادت اليها تلك القدرات ولم تعد محتاجة فيها الى البدن فصارت المعارف عندها أشد وأوضح قال تعالى : {لَقَدْ كُنْتَ في‏ غَفْلَةٍ مِنْ هذا فَكَشَفْنا عَنْكَ غِطاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَديد }(2) .

بعد كل ما تقدم صار جليا ان الانسان وفي حال وجوده في عالم البرزخ، أي في حال موته،  هو أكثر قدرة على التعرف على حقيقة حاله وعلى أنه انتقل من عالم الدنيا وعالم أسر البدن الى العالم الاخر، أي أنه قد مات،  وهو – في الجملة -  مطلع أيضا على محل وجود من لم يلحقوا به من أبناء عالم الدنيا.

 ومما يؤكد ذلك ويدل عليه – على سبيل المثال لا الحصر-  جملة من الآيات او الروايات منها :

1- قوله تعالى في حق الشهداء: "وَ يَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلاَّ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَ لا هُمْ يَحْزَنُون‏"(3) 

فالشهداء اذن عارفون بحقيقة حالهم وحقيقة انتقالهم وبحقيقة أنّ من خلفهم ممن لم يموتوا بعد لم ينتقلوا الى عالم البرزخ.

2- الروايات التي دلت على ان بعض الأموات يزورون أحباءهم ويطلعون على احوالهم فان كان الميت من اهل الايمان رأى فيهم ما يفرحه ولم ير ما يحزنه واما اذا كان من اهل الكفر والشرك فانه يرى في اهله ما يحزنه ولا يرى ما يفرحه.

" في كتاب الكافي الشريف عن أبي عبد الله عليه السلام قال: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لَيَزُورُ أَهْلَهُ فَيَرَى مَا يُحِبُّ وَ يُسْتَرُ عَنْهُ مَا يَكْرَهُ وَ إِنَّ الْكَافِرَ لَيَزُورُ أَهْلَهُ فَيَرَى مَا يَكْرَهُ وَ يُسْتَرُ عَنْهُ مَا يُحِبُّ قَالَ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ كُلَّ جُمْعَةٍ وَ مِنْهُمْ مَنْ يَزُورُ عَلَى قَدْرِ عَمَلِهِ(4)"

3- الروايات التي تتحدث عن نزع الروح ونزول القبر وسؤال الملكين وغيرها فإنها كلها مستقلةً أو منضمة تتفق على حقيقة ان الميت يعلم ويدرك واقع ما حصل ويحصل له, وانه لم يعد في نشأة الدنيا التي هي نشأة العمل بل بدأ نشأته الأخرى حيث انقطع عن العمل وبدا بالحساب.

" عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : إن ابن آدم إذا كان في آخر يوم من الدنيا ، وأول يوم من الآخرة مثل له ماله وولده وعمله ، فيلتفت إلى ماله فيقول : والله إني كنت عليك لحريصا شحيحا ، فما لي عندك ؟ فيقول : خذ مني كفنك ، ثم يلتفت إلى ولده فيقول : والله إني كنت لكم لمحبا ، وإني كنت عليكم لحاميا ، فما ذا لي عندكم ؟ فيقولون : نؤديك إلى حفرتك ونواريك فيها ، ثم يلتفت إلى عمله فيقول : والله إني كنت فيك لزاهدا ، وإنك كنت علي لثقيلا ، فما ذا عندك ؟ فيقول : أنا قرينك في قبرك ، ويوم حشرك ، حتى أعرض أنا وأنت على ربك ، فإن كان لله وليا أتاه أطيب الناس ريحا وأحسنهم منظرا ، وأزينهم رياشا ، فيقول : بشر بروح من الله وريحان وجنة نعيم ، قد قدمت خير مقدم ، فيقول : من أنت ؟ فيقول : أنا عملك الصالح ، ارتحل من الدنيا إلى الجنة ، وإنه ليعرف غاسلة ، ويناشد حامله أن يعجله . فإذا دخل قبره أتاه ملكان ، وهما فتانا القبر ، يحبران أشعارهما ، ويحبران الأرض بأنيابهما ، وأصواتهما كالرعد القاصف ، وأبصارهما كالبرق الخاطف ، فيقولان له : من ربك ، ومن نبيك ؟ وما دينك ؟ فيقول : الله ربي ، ومحمد نبيي ، والاسلام ديني ، فيقولان : ثبتك الله فيما تحب وترضى ، وهو قول الله : يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا الآية ، فيفسحان له في قبره مد بصره ، ويفتحان له بابا إلى الجنة ، ويقولان : نم قرير العين نوم الشاب الناعم ، وهو قوله : أصحاب الجنة يومئذ خير مستقرا وأحسن مقيلا(5)"

والحمد لله رب العالمين.


المصدر:

(1) تفسير الميزان، ج ١، السيد الطباطبائي، ص ٣٥٠

(2)  سورة ق : آية ٢٢

(3) آل ‏عمران :  170 

(4) الكافي (ط - الإسلامية)، ج‏3، ص: 230

(5) الأمالي (للطوسي)، النص، ص: 348

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

أسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...