هل السادة الذين ينتسبون ا أهل البيت يتميزون عن العامة في الدنيا والاخرة
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
فيما يرتبط بالجواب عن السؤال الأول:
لم يرد في آيات القرآن أو روايات النبي وأهل بيته عليهم السلام ما يدل على اختلاف الحساب أو الثواب أو العقاب بالنسبة إلى ذرية رسول الله صلى الله عليه وآله من حيث كونهم ذريته صلى الله عليه وآله، فكل الخطابات القرآنية تعِدُ المؤمنين المحسنين بالجنة والقرب والزلفى لديه عزّ وجل، وتتوعد الكافرين والعاصين المسيئين بالنار ودركاتها، وهذه الخطابات مطلقة شاملة لكل المكلفين من بني البشر على حد سواء:
﴿ وَأَمَّا مَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُ جَزَاءً الْحُسْنَىٰ ۖ وَسَنَقُولُ لَهُ مِنْ أَمْرِنَا يُسْرًا﴾ [الكهف: ٨٨]
{تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ ۚ وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ يُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا ۚ وَذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ﴾[ ١٣النساء]
﴿ وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَمَسَاكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ ۚ وَرِضوان مِّنَ اللَّهِ أَكْبَرُ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ ﴾ [٧٢ التوبة]
" ﴿ إِلَّا بَلَٰغًا مِّنَ ٱللَّهِ وَرِسَٰلَٰتِهِۦ ۚ وَمَن يَعْصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ فَإِنَّ لَهُۥ نَارَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَآ أَبَدًا ﴾ " الجن ٢٣
وحول سؤالكم عن تميز ذرية رسول الله ص في الدنيا والآخرة فنقول:
أما بالنسبة الى تميّزهم في الآخرة فقد ظهر الجواب مما تقدم، فلو كان لهم تميز لكان في اختلاف الثواب أو العقاب شدة أو ضعفا، وقد ظهر عدمه.
وأمّا بالنسبة الى تميزهم في الدنيا فنقول:
لا شك ولا ريب ولا إشكال على الإطلاق في أنّ ميزان الفضل عند الله تعالى، في الدنيا والآخرة، هو التقوى أولا وأخيرا.
يقول الله تعالى: إن أكرمكم عند الله أتقاكم "
فإن هذه الآية المباركة صريحة ومباشر يما لا يدع مجالا للسؤال في أن الله تعالى إنما يفاضل على أساس التقوى فمن كان أتقى كان أفضل، هاشميا كان أم غير هاشمي، ذكرا كان أم أنثى، عبدا كان أم حرا، غنيا كان أم فقيرا، ومن لم يكن تقيا فلا فضل له عند الله على الإطلاق، ولذا فإنّا نجد أن الله تعالى يذم أبا لهب بسورة كاملة من سور كتابه العزيز رغم أن من قرابة رسول الله صلى الله عليه وآله. ومن الواضح من الإرشادات والتعاليم الدينية أنها تدعوا الى تفضيل من فضّله الله وتقديم من قدّمه، وتأخير من أخره سبحانه.
نعم، هناك جانب آخر وهو جانب تقديس النبي صلى الله عليه وآله ومودته ومحبته واحترامه والإقرار له بالفضل علينا وعلى جميع المخلوقات، بل والاعتراف له صلى الله عليه وآله بالجميل على ما تحمّله في سبيل نشر دين الله وإيصال رسالته الى الناس.
وهذا التقديس وذاك الاحترام يأخذان أشكالا مختلفة ومتفاوتة تبدأ من وجوب محبته صلى الله عليه وآله ومحبة ومودة قربته المتمثلة بأهل بيت العصمة عليهم السلام، ولا تنتهي عند إكرامه صلى الله عليه وآله في ذراريه الممتدين عبر الزمن، وهذا في الحقيقة إكرام للنبي صلى الله عليه وآله كما هو واضح، ومن هنا كان احترام الشيعة لذرية النبي صلى الله عليه وآله.
نعم، اذا اجتمع في الشخص جانبا الإيمان والتقوى، والانتساب إليه صلى الله عليه وآله، فان هذا من ضم النور الى النور، فكيف اذا زينهما بفضيلة العلم، كما أنه لو فقد أحد ذريته صلى الله عليه وآله للإيمان أو التقوى وأساء العمل فإن مجرد انتسابه للنبي نسبا لن يشفع له في غفران ذنبه ولا ستر نقصه وعيبه والتجاوز عنه، ولذا نجد أن الله عز وجل يخاطب نبيه نوح في ابنه الكافر قائلا " إنه ليس من أهلك .. "، فالقرابة النسبية الناتجة عن التولد البيولوجي لا تؤهل المتولد ليكون من أهل الوالد إن لم تكن تجمعهما رابطة الإيمان والتقوى.
دمتم موفقين.