وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم..
لا يمكن الإجابة القاطعة على سؤالك على طريقة الجواب الواحد الصحيح الذي لا احتمال آخر معه وذلك لأن للوجود والموجود معانٍ متعددة بعضها قد يصح إطلاقه على الذات الإلهية وبعض لا.
فإذا كنت تريد من الوجود والموجود معناهما لغة والذي هو أنّ الأول مصدر الاشتقاق أي الاسم الذي يدل على المعنى مجردا عن كل زمان ومكان، والثاني هو اسم المفعول بمعنى الذات التي يقع عليها الفعل فلا شك أنه لا يصح أن نصف الله تعالى بأنه موجود، ويصح أن نقول أنّه تعالى وجود كقولنا هو علم كله، فهو تعالى وجود كله، بل هو الوجود وواجبه، وما سواه موجود به غير مستغن عنه.
وأمّا إذا أردنا من الوجود والموجود أحد معانيها الفلسفية ليكون الأول هو المفهوم المطلق نقيض العدم والذي لا يتميز إلا بالإضافة، كمفهوم العدد الذي يصدق على مرتبة الواحد والاثنين والألف بلا اختلاف، والثاني هو إضافة الوجود الى مرتبة من مراتبه وماهية من الماهيات فنقول وجود الباب أو وجود الكرسي أو وجود الشمس، فالموجودات أشياء لها الوجود، وذلك كقولنا عدد اثنان وعدد مئة للدلالة على مرتبة من مراتبه، اذا أردنا هذا فالله تعالى وجود (فهو ليس عدما والعياذ بالله) وموجود (فهو شيء _ لا كالأشياء _ له الوجود، ووجوده مطلق).
وهناك معان أخرى للوجود والموجود قد لا يصح إطلاق أي منها على الذات الإلهية.
والحمد لله رب العالمين.