وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحقّ: أنّه بدأ بالمأكول، فالسمان هنّ اللاتي أُكِلن، فيبدو أنّكم اشتبهتم في السؤال. وليس في السنبلات آكل ولا مأكول، إنّما رأى سبع سنبلاتٍ خضر وسبع سنبلاتٍ يابسات.
وليس في الجمل حالة طبيعيّة وحالة غير طبيعيّة، بل الأمر تابعٌ للغرض الذي يريده المتكلّم. فقد تقول: زيدٌ رأيته في السوق، إذا كنت مهتمًّا بزيدٍ، أو كان سامِعُك مهتَمًّا به. والمعروف تقديم ما هو المهمّ في الكلام.
وقد جاء في الشعر نظير ذلك:
وساحبة الأذيال نحوي لقيتُها
فلم يلقها جافي اللقاء ولا وعرُ
وفي الآية الكريمة يقصّ الملك رؤياه كما رآها، فقد رأى أولًا سبع بقراتٍ سمان ولعلّه رآهنّ قبل هجوم العجاف عليهنّ، فعبّر قائلًا: إنّي أرى سبع بقراتٍ سمانٍ يأكلهنّ سبعٌ عجاف، ولذلك كان التأويل: أنّ السبع السمان هنّ سنوات الازدهار ـ وهي السنوات السابقة ـ، والسبع العجاف هنّ سنوات القحل ـ وهي السنوات اللاحقة.
دمتم موفقين لكل خير.