عليكم السلام ورحمة الله وبركاته...
وبعدُ، إنّ إرادة وجه الله لا تعني طلبَ رؤيةِ وجهِه سبحانَه؛ فذلك مُحال، بل يُستعمَل وجهُ الله مجازًا في إقبالِ الله تعالى على عبده، فإنّ المقبل على الشيء يقبل عليه بوجهه. فالمعنى: يريدون أن يُقبِل عليهم ربُّهم.
وقد يستعمل وجهُ الله مجازًا في أسمائه الحسنى وصفاته العليا، فهي ما يستقبَل بها الله سبحانه وتعالى، فمن قصد الله قصده بأسمائه وصفاته، وَلِلَّهِ ٱلۡأَسۡمَآءُ ٱلۡحُسۡنَىٰ فَٱدۡعُوهُ بِهَاۖ [الأعراف: 180].
وذكر الشيخ الطوسيّ في تفسيره التبيان: (وقوله «يُرِيدُونَ وَجْهَهُ» معناه يريدون تعظيمه والقربة إليه دون الرِّيَاءِ والسُّمعَةِ، فذكر الوجه بمعنى: لأجل التعظيم، كما يقال: أكرمته لوجهك، أي لتعظيمك؛ لأنّ من عادتِهم أن يذكروا وجهَ الشيء ويريدون به الشيء المعظّم، كقولهم: هذا وجه الرأي، أي: هذا الرأي الحقّ المعظّم) [التبيان في تفسير القرآن، الشيخ محمّد بن الحسن الطوسيّ، ج7، ص35].
دمتم موفقين لكل خير