السؤال 2441: ما هو تفسير الآية ١٨٨ من سورة الأعراف؟

Question

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
بدايةً شكرًا لكم لاتاحة هذه الفرصة لنا لطرح الاسئلة، وأريد أن أطرح سؤالًا أتمنى أن أحصل على اجابة عليه
بدايةً نحن موقنون ان النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم معصوم، ونعلم بأنه كان يعلم ما سيحدث مستقبلًا بعد موته وغيره، ولكنني عندما كنت اقرأ سورة الأعراف- الآية ١٨٨ وكانت:
{قُل لَّا أَمْلِكُ لِنَفْسِي نَفْعًا وَلَا ضَرًّا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ ۚ وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ وَمَا مَسَّنِيَ السُّوءُ ۚ إِنْ أَنَا إِلَّا نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ}
فما هو تفسير هذه الآية؟
 وهل كان المُخاطب الرسول (ص) ؟
 وإن كان المخاطب الرسول فمالذي يقصد من {.. وَلَوْ كُنتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ..}؟
أليس الرسول يعلم غيب ما سيحدث؟
وشكرًا لكم

Answer 1

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

نحنُ في خدمة الطيّبين، نسألُ الله أن يوفّقنا وإياكم لكلّ خير، ونرحّب بكم دائمًا.

لا ريبَ في عصمة نبيّنا (صلّى الله عليه وآله) بل الثابت عصمة الأنبياء (عليهم السلام) كلّهم لا نستثني أحدًا منهم، وما كان ظاهره منافيًا للعصمة لا بدّ من تأويله، وهذا ما جرى عليه العلماء الأبرار في تنزيه الأنبياء (عليهم السلام). وليس في الآية المذكورة ما ينافي العصمة.

نعم، الآيةُ تشتملُ على أمورٍ أُمِر النبيّ بقولها للمخاطَبين:

1- أنّه لا يملك لنفسه نفعًا ولا ضرًّا. 

2- أنّه لا يعلمُ الغيب، وأنّه لو كان يعلم الغيب لاستكثر من الخير وما مسّه السوء.

3- أنّه ما هو إلا نذيرٌ وبشيرٌ لقومٍ يؤمنون.

لا كلامَ في الأمرين الأولِ والثالثِ، إنّما الكلامُ في الأمر الثاني:

فلمّا كان من المقطوع به أنّ النبيّ (صلّى الله عليه وآله) يعلمُ شيئًا من الغيب، ولا أقلّ من أنباء الرسل، كما قال عزّ من قائل: تِلۡكَ مِنۡ أَنۢبَآءِ ٱلۡغَيۡبِ نُوحِيهَآ إِلَيۡكَۖ مَا كُنتَ تَعۡلَمُهَآ أَنتَ وَلَا قَوۡمُكَ ‌مِن ‌قَبۡلِ ‌هَٰذَاۖ  [هود: 49]، فلا بدّ من حمل النفي في الآية على معنى لا ينافيه، فيقال: إنّ المنفيّ هو أن يكون النبيّ (صلّى الله عليه وآله) يعلمُ الغيبَ بمعزلٍ عن الوحي، فهو (صلّى الله عليه وآله) لا يعلم الغيب إلّا بوحيٍ من الله عزّ وجلّ.

فلا يعلمُ الغيبَ حقيقةً إلّا اللهُ تعالى، ويُطلِع من شاء على ما شاء.

دمتم موفقين لكل خير.