تاريخ اليوم

home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك content_copy نسخ الجواب settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
menu search
brightness_auto
more_vert
سلام عليكم
إذا أصاب المسلم حالة العجب بنفسه وعمله وهو يدافع تلك الحالة أن لا تصيبه ولكن أتضح وجود هذه المشكلة عنده فماذا يفعل؟
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

من نعم الله تعالى على الإنسان أن يوفّقه لمعرفة عيوبه وأن يتم له ذلك بالتخلص منها لكي يحظى بقلب سليم، إن عِظَمَ المسألة المطروحة في المقام – أي العجب- وخطورتها نتيجة ما لها من آثار وخيمة على النفس لا ينبغي أن يكتفى بها بمجرد السؤال عنها، بل إن السؤال عنها بلا عمل بالجواب أعظم مصيبة على صاحبها، والعمل على المعالجة لا يجدر بصاحبه أن ينزله منزلة الامر الكمالي كمن يرغب بأن يكون بدنه رياضيا ورشيقا فيسأل عن طرق ذلك وربما يحاول تطبيقها بين الحين والآخر، ففرق كبير من الناحية النفسية بين من يستشعر خطورة الضرر وضرورة التغيير وبين من يرى أن التغيير مجرد أمر للتكامل وهو أفضل إن وجد وتم ولكن لا بأس في عدم حصوله، تُرى كيف هي جدية ذلك الذي يرى أن مرضا فتّاكا يحل بجسده- كمرض السرطان مثلا، عافنا الله وإياكم- كيف هي همته على متابعة تفاصيل العلاج والوقوف على مراحله واجراء الفحوصات ومتابعة كل ما يمكن ان يكون له تأثير سواء سلبي أو ايجابي على مرضه؟ أين هذا الشخص من ذاك الذي يرى أن خسارة بعض الوزن أمر حسن وبالتالي الآن يسأل عن كيفية ذلك ؟

هذه المقدمة من أجل الاشارة إلى أنّ أول خطوة في مقام العلاج هو الوقوف على خطورة هذه المسألة واهميتها ومحاولة تقصّي الباطن واستنطاق حاله في كيفية تقييمه لهذه الخطورة؟

نحن نعيش في مستقنع من الظلام الدامس، يغطي الوهم والجهل عندنا الكثير من الحقائق لتنقلب مجرد دعاوى تحتاج إلى نظر وتأمل، والاعتباريات والامور التي لا ثمرة حقيقية منها ولا أثر حقيقي لها تنزّل منزلة الواقع وهذه فتنة الحياة الدنيا وهذه فلسفة الابتلاء وهنا يمتاز الخبيث من الطيب، وهنا يبلى الانسان ليعلم من كان أحسن عملا من غيره، هنا السرائر والبواطن وما خفي داخل النفوس هو الذي يكون كل الواقع والحقيقة الشخصية والفردية لكل واحد منّا، قد يعطي الله تعالى القدرة لبعض الناس من ناحية الظروف الخارجية والشخصية لأن يكون عالما مثلا أو ناجحا في عمله فهل سيرى أنّه العالم حقيقة؟ أو العلم من عنده ؟ هل لسان حاله كما عبّر القرآن الكريم :

{وَدَخَلَ جَنَّتَهُ وَهُوَ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ قَالَ مَا أَظُنُّ أَن تَبِيدَ هَٰذِهِ أَبَدًا (35) وَمَا أَظُنُّ السَّاعَةَ قَائِمَةً وَلَئِن رُّدِدتُّ إِلَىٰ رَبِّي لَأَجِدَنَّ خَيْرًا مِّنْهَا مُنقَلَبًا (36) قَالَ لَهُ صَاحِبُهُ وَهُوَ يُحَاوِرُهُ أَكَفَرْتَ بِالَّذِي خَلَقَكَ مِن تُرَابٍ ثُمَّ مِن نُّطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلًا (37) لَّٰكِنَّا هُوَ اللَّهُ رَبِّي وَلَا أُشْرِكُ بِرَبِّي أَحَدًا (38) وَلَوْلَا إِذْ دَخَلْتَ جَنَّتَكَ قُلْتَ مَا شَاءَ اللَّهُ لَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ ۚ إِن تَرَنِ أَنَا أَقَلَّ مِنكَ مَالًا وَوَلَدًا (39) فَعَسَىٰ رَبِّي أَن يُؤْتِيَنِ خَيْرًا مِّن جَنَّتِكَ وَيُرْسِلَ عَلَيْهَا حُسْبَانًا مِّنَ السَّمَاءِ فَتُصْبِحَ صَعِيدًا زَلَقًا (40) أَوْ يُصْبِحَ مَاؤُهَا غَوْرًا فَلَن تَسْتَطِيعَ لَهُ طَلَبًا (41) وَأُحِيطَ بِثَمَرِهِ فَأَصْبَحَ يُقَلِّبُ كَفَّيْهِ عَلَىٰ مَا أَنفَقَ فِيهَا وَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَىٰ عُرُوشِهَا وَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُشْرِكْ بِرَبِّي أَحَدًا (42) وَلَمْ تَكُن لَّهُ فِئَةٌ يَنصُرُونَهُ مِن دُونِ اللَّهِ وَمَا كَانَ مُنتَصِرًا (43) هُنَالِكَ الْوَلَايَةُ لِلَّهِ الْحَقِّ ۚ هُوَ خَيْرٌ ثَوَابًا وَخَيْرٌ عُقْبًا (44)}

فهذا قد دخل بستانه وهو ناس للميعاد ولمـــّا عاين جنته ورآها وما فيها من الاشجار والثمار شكّ في الميعاد وزوالها، {قال ما أظن أن تبيد هذه أبدا} بل لو رجع إلى ربه لسان حاله إن ربه لم يعطه هذا البستان في الدنيا إلا وله عنده أفضل منه في الآخرة..أنا عالم أنا ناجح منتج أن أرى أثر لنفسي وأعمالي أرى لها قيمة وواقع من دون الله، أغفل عن أن كل ما عندي هو من عند الله وهو نعمة من الله وهو توفيق من الله وهو منحة من الله لا باستحقاق مني لذلك بل لمحض الفضل والكرم منه، وإلا من أين لي هذا الخير والفضل؟ وإذا كان لي فلما يسلب مني؟ هل الله يظلم الانسان بأن يسلبه حقه ؟

فرق كبير بين من يعتقد أن كل ما به من نعمة فهو من الله، وليس له من الامر شيء.

 وبين من يرى أن فضائله ومكارمه من عنده ومن نفسه؟

 إذا كانت من نفسه من دون الله فلماذا يقبح أن يفتخر بها ويعجب بها؟ فهي منه وبه وله لماذا قبح العجب حينئذ؟ وإذا لم تكن منه من دون الله فلماذا يعجب بما ليس له؟ لماذا يعيش الوهم وتنقلب حقيقته الفقرية والامكانية المحضة "أي كونه مخلوقا ومحتاجا في كل شؤون وجوده إلى الله تعالى" لماذا ينقلب هذا الواقع إلى وهم التملك والاحاطة والقدرة ؟

 ليس ذلك إلا لأن باطنه يعيش الغفلة عن الحق مع كامل الاسف..وهذه مشكلته هو وليست مشكلة تحصل له من مؤثر وعامل خارجي ينزل منزلة العلة التامة في التأثير بل هو السبب في ذلك الجهل والغفلة، لأنه ترك وابتعد عن دوام الذكر والاتصال بالمبدأ، ابتعد عن محاسبة نفسه وأهملها ترك نداء المعصوم الذي أريق دمه من أجل وصول هذه الحقائق العلمية والمعارف الفاضلة إلينا الذي لم يتوان عن حث الناس على محاسبة انفسهم وبيان فضائل الاخلاق ورذائلها، غرته كلمات أجنبية وألقاب وهمية ونمط حياة شياطنية، قارن نفسه بمن هو أدون منه وترك التفاضل والميزان الحق في التقييم، عندما يحاط الانسان بمجموعة من الناس أقل منه علما وفهما وعبادة وتوسلا قد يرى قليله في هذه الجوانب كثير فيغفل عن أن هناك من هو أعبد منه واعلم منه وأنجح منه بحيث لو وضع بإزائه لما كان له من ظهور يلحظ كقطرة في بحر، ذلك البحر كان ينادي كل يوم أنا لا شيء أنا لا شيء، وللأسف هذه القطرة المسكينة تعتقد أنها شيء...أليس هذا هو الجهل؟

 هل الجهل واقعا هو عدم معرفة القراءة والكتابة ..أم هل العلم هو دخول الجامعات وأن يصبح الانسان مهندسا أو طبيبا أو عالما أو رجل أعمال كبير هل هذا هو النجاح والعلم؟ قليل من التأمل والسير في الماضي ومعاينة الواقع يدحض كل هذه الخرافة فالعقل ما عبد به الرحمان واكتسبت به الجنان، والعالم من تذكر بالله رؤيته، والفائز السعيد من زحزح عن النار وكان عاملا عابدا خائفا راجيا وبعد ذلك فليكن ما يشاء سواء كان طبيبا او مهندسا او رجل اعمال او حتى بائع خضار، القلب السليم ليس حكرا على مهنة او منصب او عمل، هو حكر على من كان يهذب نفسه ويرى مقام عبوديته ولا يزيغ عنه قيد انملة في التعاطي مع نفسه، يرى أنه عبد والخلق عيال الله فلا يرى لنفسه أي فضل أو منة أو عظمة..

قال الباقر عليه السلام: سد سبيل العجب بمعرفة النفس.

وعن الإمام علي (عليه السلام): إذا زاد عجبك بما أنت فيه من سلطانك، فحدثت لك أبهة أو مخيلة، فانظر إلى عظم ملك الله وقدرته مما لا تقدر عليه من نفسك، فإن ذلك يلين من جماحك، ويكف عن غربك، ويفئ إليك بما عزب عنك من عقلك

- عنه (عليه السلام): ما لابن آدم والعجب؟! وأوله نطفة مذرة، وآخره جيفة قذرة، وهو بين ذلك يحمل العذرة!

- الإمام الصادق (عليه السلام): إن كان الممر على الصراط حقا فالعجب لماذا؟

كانت هذه مجرد مقدمة لبيان خطورة المسألة، وفي طياتها يعرف العلاج، الذي يجب أن يبدأ بمعرفة خطورة المسألة ومن ثم الاسباب التي دعت هذه النفس إلى العجب، وبعد معرفة هذه الاسباب، يجب وضعها والتأمل في منشئها، وهنا يختلف المقام من شخص إلى شخص وحالة إلى حالة، وبعد معرفة خصوص السبب عليه أن يعمل على إزالته من نفسه من خلال تتبع الطرق والآليات المطروحة في كتب الاخلاق فالتعاطي الجدي مع هذه المسألة لا يجب أن يتوقف على مجرد الاستفسار عنه هنا، وكل الاسباب سترجع في المقام إلى الغفلة والجهل بحقيقة النفس.

دمتم موفقين لكل خير
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

أسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...