وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إن أصحاب سيد الشهداء كانوا يقاتلون في يوم عاشوراء قتال الأشداء وألحقوا الخسائر بمعكسر الأعداء على أرض كربلاء ولا يتصور أحد ان هؤلاء العظماء كانوا مستسلمين او خائفين امام جمع القوم الكبير عددا بل جسدوا في يوم الطف ملاحم بطولية تعجز عن وصفها الكلمات و تنحني امامها الهامات
ولقد حاولتْ بعضُ الكتب التاريخية أن تصور أن عدد القتلى لا يتجاوز المئة، وبعضهم صرح بالثمانية و الثمانين قتيلا، وسيتضح معنا أن عددهم زاد عن الألف قطعا.
ولعمري كيف لنا ان نصدق بهذا العدد القليل الذي لا يتجاوز المئة وقد نقل لنا التأريخ أن سيدنا الحسين (عليه السلام) وحده قتل أكثر من ألف عدو.
كيف لا، وقد وصفته الروايات بأنه كالليث الغضبان، فلا يلحق أحداً إلا بعجه بسيفه فقتله، والسهام تأخذه من كل ناحية كما وورد في بعض المصادر أن ابن سعد قال لأصحابه: هذا ابن الأنزع البطين ، هذا ابن قتال العرب وقال عبد الله بن عمار بن يغوث : ‹ما رأيت مكثوراً قط قد قتل ولده ، وأهل بيته ، وصحبه ، أربط جأشاً منه ، ولا أمضى جناناً ، ولا أجرأ مقدماً .
ولقد أجاب عن هذا السؤال العلامة السيد جعفر مرتضى( قدس) في كتابه سيرة الامام الحسين (عليه السلام) وأجرى بحثا حول ذلك وبيّن الأعداد ووضعها بشكل جدول على حد تعبيره ومحل الشاهد قوله (رحمه الله):
فإذا أخذنا مجموع ما قاله هؤلاء على النحو المذكور في الجدول المتقدم، فيكون المجموع في حده الأدنى هو 714 فإذا أضيف إليه الفوارق والزيادات التي وردت في هذه المصادر نفسها يصير المجموع في حده الأعلى هو 1214.
فإذا أضفنا إلى هذا العدد (1950) الذي قيل: إن الحسين «عليه السلام» قد قتلهم في ذلك اليوم، فإن العدد يرقى عن العشرات والمئات إلى الألوف، فضلاً عن ألوف أخرى، ولعلهم قتلوا على يد أصحاب الحسين «عليه السلام» الذين استشهدوا في الحملات.
ولمن أراد التفصيل فليراجع كلامه في سيرة الحسين في الحديث والتاريخ (الجزء التاسع عشر)، ص333 وما بعدها.
دمتم موفقين