السؤال 1986: هل تعتبر واقعة المباهلة من الأحداث التي وقعت في صدر الاسلام ؟

Question

السلام عليكم

هل تعتبر واقعة المباهلة من الأحداث التي وقعت في صدر الاسلام ؟ إذا كان كذلك، فكيف يصح ذلك مع أنها وقعت في 9 أو 10 للهجرة والسنة التي بعدها هي سنة وفاة النبي ص؟

Answer 1

عليكم السلام ورحمة الله وبركاته

بداية و قبل الإجابة عن السؤال نود أن نشير الى مقدمة نافعة إن شاء الله، ومعها يتضح الجواب ويزول الاستغراب.

وهو أنّ مصطلح صدر الإسلام إنما يحتل أهمية بالغة عند علماء السنة، إذ إنّهم يُسبغون شأناً دينياً بل قدسية إلهية لتاريخ العصر الأول لصدر الإسلام، وإلى نهاية عصر الخلافة على الأقل.

في مقابل ذلك يرى علماء الشيعة بأن هذه الفترة التاريخية لا تختلف عن غيرها من فترات التاريخ الإسلامي ومعه فلا تحاط هذه المرحلة بهالة قدسية سوى أنها تضمنت حياة أشرف الخلق النبي الأكرم (ص)و الأحداث الاولى لولادة الاسلام.

وعليه فلا تؤثّر هذه المرحلة عندنا على فهم الاسلام بينما قد تأثر الفهم الديني و السياسي عندهم على ذلك، ونستأنس هنا بكلام أفاده الشهيد السيد محمد باقر الصدر في كتابه نشأة التشيع والشيعة _الصفحة ٢١_ حيث قال: فنحن نستطيع أن نعتبر التشيع نتيجة طبيعية للاسلام، وممثلا لأطروحة كان من المفروض للدعوة الاسلامية أن تتوصل إليها حفاظا على نموها السليم. ويمكننا أن نستنتج هذه الأطروحة استنتاجا منطقيا من الدعوة التي كان الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) يتزعم قيادتها بحكم طبيعة تكوينها، ونوع الظروف التي عاشتها، فإن النبي (صلى الله عليه وآله)، كان يباشر قيادة دعوة انقلابية، ويمارس عملية تغيير شامل للمجتمع وأعرافه وأنظمته ومفاهيمه... انتهى كلامه

ونحن نسلم ان ما ذكرناه يحتاج الى دراسة خاصة الا اننا اخذناه هنا كأصل موضوعي على انه سواء سُلم به ام لا فلن يضر بالجواب عن سؤالكم الكريم شيئا.

والمهم هنا أن يُقال إن ما يسمى بمرحلة صدر الاسلام تبدأ مع بداية البعثة النّبوية للرسول مُحمّد (ص) ، وتنتهي بانتهاء عصر الخلفاء ، وأيام سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسن (عليه السلام )، إلى قيام دولة بني أُميّة على يد معاوية بن أبي سفيان عام 41 وهي باختصار شديد المدة الزمنية التي تبدأ بمبعث الرسول الأكرم وتنتهي بتسلم بني أمية زمام الأمور وذكر علماء السيرة تصنيفات فرعية لهذا العصر تقوم على أحداثه و خلفائه وقبائله و مسلميه.

ان اتضحت هذه المقدمة فقد بات معها الجواب واضحا لأن المباهلة قد وقعت في صدر الاسلام و عصر صدر الاسلام شامل لها فلا يبقى اي داعي للاسغراب حينئذ فحسب ما ورد في المصادر التاريخية إنَّ واقعة المباهلة حدثت بعد هجرة الرسول إلى المدينة المنورة، وتوجد آراء متعددة حول السنة واليوم، ونذكر بعضها على الشكل التالي:

الأول :للشيخ المفيد  في الإرشاد، جزء1، ص166ـ 171 أنَّ زمان وقوع المباهلة حدث بعد فتح مكة في السنة الثامنة للهجرة.

الثاني: للطبري تاريخ الامم و الملوك جزء ٣ ص ١٣٩ أنها كانت في السنة العاشرة للهجرة.

وأفاد هنا الريشهري : أنَّ المشهور بين المؤرخين أنها حدثت في السنة العاشرة للهجرة، وبعضهم في السنة التاسعة للهجرة.

( واما يوم المباهلة)

فتوجد آراء متعددة حول يومها، مثل 21،و24،و25 ذي الحجة كما هو رأي الشيخ الطوسي في مصباح المتهجد.

 واعتبر الشيخ الأنصاري في كتاب الطهارة، ج3، ص48 ـ49  أن الرأي المشهور هو يوم 24 ذي الحجة  كما ورد في كتب الدعاء أعمال خاصة بيوم 24 ذي الحجة.وقد ذكر الشيخ عباس القمي هذه الأعمال في كتاب مفاتيح الجنان، منها: الدعاء، والغسل، والصوم.

وكيف كان فإن المباهلة قد وقعت اما في السنة الثامنة او التاسعة او العاشرة على الاختلاف المتقدم وكلها يعبر عنها بصدر الإسلام.

والحمدلله رب العالمين

وصل الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين

دمتم موفقين لكل خير