السؤال 2236: كيف نوفق بين الروايات المادحة لقلة النوم وبين حاجة الإنسان إلى النوم؟

Question

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤال عن النوم

نرى في الكثير من الروايات والأحاديث في قلة النوم على أنه ممدوح و مهم في تكامل الإنسان. لكن في أولى سنين البلوغ يكون جسم الإنسان بحاجة ماسة الى النوم بفترات كافية كونه في مرحلة نمو...

هل من توجيهات في هذا الصدد للمراهقين في رساله أهل البيت عليهم الصلاة والسلام؟

Answer 1

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:

لم نقف على مصداق مطابق لما تفضلتم به في سؤالكم، بل الروايات في ذم كثرة النوم مطلقة لا تميّز بين مرحلة عمرية وأخرى، ويجب ان تضم تلك الروايات الى جانب الروايات التي تحكي عن أهمية النوم للانسان، فالمذموم هو كثرة النوم، يبقى أن الكثرة والقلة مفاهيم نسبية، فقد لا يعتبر نوم بمقدار خمس او ست ساعات كثيرا ليدخل في النوم المذموم، ولا ينبغي الحكم بالتماثل بين كل ساعات اليوم، فالعلم الحديث واضح في الفرق بين النوم في ساعات قبل منتصف الليل عن النوم في الساعات اللاحقة على منتصف الليل من ناحية تأثير ذلك على الراحة الجسدية، فضلا عن الفرق بين ساعات النوم بالنهار عن ساعات النوم بالليل وتأثير ذلك على الجسد.

لا ندّعي دليلا علميا في كلامنا الان، ولكن لو سمحتم لنا من باب الأنس أن ننزل التجربة منزلة الاستدلال فيمكن القول بكل طمأنينة بأن الشاب الذي ينام قليلا ويتهجد بالليل ويبقى مستيقظا الى طلوع الفجر، يتمتع بنشاط وهمة أكبر بكثير من ذاك الذي ينام ثماني أو تسع ساعات ولا يقوم بذلك، ليس من الصحيح حصر الراحة الجسدية بالعامل المادي فقط، فالعامل المعنوي هو أقوى تأثيرا بحسب العديد من الادلة في تأثيره على الجسد من العامل المادي، وعليه فالراحة والطاقة تستفاد منه بطريقة تغيّر بالمعادلات عند أخذه بعين الاعتبار، فالدراسات الحديثة خاصة الغربية منها تحكي وتلحظ جانبا واحدا من شخصية الانسان وهي الجنبة المادية وتحكي عن تأثير هذه الجنبة عليه بلا أن تلحظ النواحي الاخرى التي لو راعينا فيها الجوانب الاخرى لاعتدلت الرؤية عندها، والله أعلم.

دمتم موفقين لكل خير.