ما هي الادلة على وجود الله؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إنّ الأدلة على وجود الله كثيرة، نذكر منها هذا الدليل:
إنّ أي إنسان أينما نشأ وكيفما تأدّب يؤمن بأنَّ كل مسبّب لا بدّ له من سبب، وأنّ النقيضين لا يجتمعان فلا يكون الشيء موجودا ولا غير موجود في آنٍ واحد، وهذان الإيمانان يعتقد بهما كلّ إنسان لأنهما من أحكام العقل وهذه هي الفطرة العقلية، فإذا نظرنا إلى الكون على ضوء هذين الإيمانين ينبغي أن نسأل عن نشوئه، وهنا يوجد ثلاث احتمالات لا رابع لها:
الأول: أن يكون هذا الكون قد وُجد من دون سبب لذلك.
الثاني: أن يكون هو من أعطى نفسَه الوجود.
الثالث: أن يكون هناك موجود وهب هذا الكون الوجود وسبّبه له.
فإذا أردنا أن نحاكم كلّا من هذه الاحتمالات على ضوء قاعدة أن كلّ مسبب فلا بدّ له من سبب فإنّ الاحتمال الأول على خلاف هذه القاعدة فهو فاسدٌ لا يقبله العقل، والاحتمال الثاني نقول فيه إن الكون قبل أن يوجد لا يملك الوجود فلا يمكن أن نقبل أنه هو من أعطى الوجود لنفسه إلا إذا فرضناه موجودا وهذا يؤدّي إلى اجتماع النقيضين بأن نقبل أنه موجود وغير موجود وقبولنا لهذا الاحتمال رجوع إلى الاحتمال الأول لأن سبب الوجود الذي فرضناه فيه لا يقبله العقل أنه سبب فيكون الكون قد أوجد دون سبب لذلك.
والاحتمال الذي لا نقع معه بمخالفة القاعدتين العقليتين القائلتين بأن كل مسبّب فلا بدّ له من سبب وأن النقيضين لا يجتمعان هو الاحتمال الثالث، فيكون هو الاحتمال الذي يقبله العقل.
فإذا بنينا عليه ننقل الكلام إلى ذلك السّبب الذي أعطى الوجود لهذا الكون فنسأل عنه هل يحتاج إلى موجد؟
وإذا قلنا أنه لا يحتاج إلى موجد فهل هذا خلاف القاعدة العقلية التي توجب سببا لكلّ مسبب؟
والجواب أننا إذا فرضنا لهذا الخالق خالقا، فلا بدّ أن نفرض للخالق الثاني خالقا والخالق الثالث لا بدّ له من خالق وهكذا سوف نبقى نفرض لكل خالق خالقا، ولن نصل إلى الخالق الأول فإذا لم نصل إلى الخالق الأول فلا يمكن أن يكون الكون موجودا لأن الخالق الأول هو السّبب لكل موجود فإذا انتفى هذا السبب انتفى كل مسبّب عنه ولكننا نعلم يقينا أن الكون موجودٌ بتواصلنا مع أنفسنا وكلّ ما هو حولنا وبتأثيرنا وتأثرنا بغيرنا من الناس وغيرها من سائر الموجودات ونعلم بوجود كل ما نراه من مظاهر الكون والانفعالات التي تحدث فيه، فمع هذا العلم لا يمكن أن نقبل بعدم وجود الخالق الأول لأنه يؤدي إلى إنكار وجود مع نعلمه موجودا، وعلى هذا فإن الخالق ليس له خالق وإلا أدّى ذلك إلى اجتماع النقيضين.
وعدم احتياج هذا الخالق إلى خالق له لا ينافي قانون السببية لأن قانون السببية هو عبارة عن أن كل من ليس له الوجود من ذاته لا يمكن أن يوجد إلا باكتساب الوجود من غيره أما من له الوجود من ذاته فهو غير محتاج إلى سبب يعطيه ذلك الوجود.
دمتم موفقين لكل خير.