ما هي الامور التي تقسي القلب و تمنع الدمعة على محمد وآل محمد ص... وما الطريق لتلين القلب و احيائه
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
ممّا هو واضح عندنا في الشرع أنّ هناك ارتباطًا بين قسوة القلب وبين بُعْدِ الانسان عن الله، وبطبيعة الحال إنَّ البعد عن الله على درجات وكذلك القسوة.
ومن أبرز أسباب القسوة هي كثرة الذنوب، فقد ورد عن عن النبي ص"تَرْكُ الْعِبَادَةِ يُقْسِي الْقَلْب"(1) وعن الإمام علي عليه السلام "مَا جَفَّتِ الدُّمُوعُ إِلَّا لِقَسْوَةِ الْقُلُوبِ، وَمَا قَسَتِ الْقُلُوبُ إِلَّا لِكَثْرَةِ الذُّنُوب"(2)، فالدين انما جاء من أجل إحياء النفوس كما يقول تعالى في سورة الانفال – الأية 24 {يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنُوا اسْتَجيبُوا لِلَّهِ وَ لِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْييكُمْ} فواضح أنَّ الكلام مع الأحياء ولكن مع ذلك نصّت الآية على أنَّ الدعوة إلى الدين فيها إحياءٌ، ومن معالم النفوس الحية أن تكون قلوبها طيّبة خاشعة سليمة بعيدة عن القسوة والرين، وعليه فإنَّ الامور التي توجب قسوة القلب غالبا هي المعاصي وقد وردت عندنا العديد من الروايات في هذا الشأن، وطريق الاحياء انما هو الطاعة، أي اتباع أحكام هذا الدين الحنيف والالتزام بالواجبات وترك المحرمات والاستماع الى المواعظ والحكم فنحن لا نعلم واقعا أي تأثير لهذه الاعمال على نفوسنا ولكن نتعبد بما نقل إلينا من ذلك التأثير:
فقد ورد عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال:
إِنَّ الرَّجُلَ يُذْنِبُ الذَّنْبَ فَيُحْرَمُ صَلَاةَ اللَّيْلِ وَ إِنَّ الْعَمَلَ السَّيِّئَ أَسْرَعُ فِي صَاحِبِهِ مِنَ السِّكِّينِ فِي اللَّحْمِ(3).
وعنه أيضا:
مَنْ يَمُوتُ بِالذُّنُوبِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَمُوتُ بِالْآجَالِ وَ مَنْ يَعِيشُ بِالْإِحْسَانِ أَكْثَرُ مِمَّنْ يَعِيشُ بِالْأَعْمَارِ(4).
باختصار، إنَّ قلب الانسان المؤمن يستمد نبضه المعنوي من دوام طاعة الله وذكره، وعليه إن أي أمر يوجب الابتعاد عن الطاعة يؤدي إلى قساوة هذا القلب ومن ثم موته معنويا، وعليه فإن الاحياء هو بالاتباع الصحيح والالتزام الدقيق بالأوامر والنواهي الالهية بعد التوبة النصوحة ف"إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابينَ وَ يُحِبُّ الْمُتَطَهِّرين".
ونختم بما أوصى به أمير المؤمنين عليه السلام ابنه الحسن عليه السلام:
أَحْيِ قَلْبَكَ بِالْمَوْعِظَةِ وَ أَمِتْهُ بِالزَّهَادَةِ وَ قَوِّهِ بِالْيَقِينِ وَ نَوِّرْهُ بِالْحِكْمَةِ وَ ذَلِّلْهُ بِذِكْرِ الْمَوْت(5)
دمتم موفقين لكل خير.
الهوامش:
(1) تنبيه الخواطر ونزهة النواظر، ج2، ص120.
(2) وسائل الشيعة، ج16، ص: 46.
(3) الكافي (ط - الإسلامية)، ج2، ص: 272.
(4) بحار الأنوار (ط - بيروت)، ج5، ص: 140.
(5) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج16، ص: 62.