ما هي واجبات حافظ القرآن الكريم؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من الأمور التي ينبغي أن يتحلَّى به حافظ القرآن الكريم:
الأمر الأول: التضرُّع إلى الله سبحانه وتعالى والإكثار من الدعاء بأن يعينك على حفظ القرآن، واعلم أنه كلما صعبت مهمّة الحفظ فإنّ ذلك يزيد في الأجر.
في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: "إن الذي يعالج القرآن ليحفظه بمشقة منه وقلة حفظه له أجران" (1).
الأمر الثاني: أن تجعل لك وردًا يوميًا تتلو فيه القرآن.
الأمر الثالث: حافظ على الوضوء مع إحسانه عند قراءة القرآن.
الأمر الرابع: أن تعلم أنّ حفظ القرآن نعمة عظيمة من الله تعالى تستحق الشكر.
ورد عن الإمام الكاظم عليه السلام: "إن درجات الجنة على قدر آيات القرآن، يقال له: اقرأ وارقأ فيقرأ ثم يرقى" (2).
الأمر الخامس: الحذر من الغرور بما تحفظه من كتاب الله، وليكن تعلمك للقرآن ابتغاء ما عند الله تعالى.
ففي الرواية عن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم): " يا حامل القرآن تواضع به يرفعك الله ولا تعزز به فيذلك الله " (3).
الأمر السادس: العمل بما تحفظه من كتاب الله.
ورد في الرواية عن الإمام الصادق عليه السلام: " الحافظ للقرآن العامل به مع السفرة الكرام البررة " (4).
وروي عنه: "من استظهر القرآن وحفظه وأَحل حلاله وحرّم حرامه أَدخله الله الجنة به، وشفّعه في عشرة من أَهله كلهم قد وجب لهم النار"(5).
الأمر السابع: عدم هجر القرآن، فقد ورد في الرواية عن النبي الأعظم (صلى الله عليه وآله وسلم): (ومن تعلم القرآن ثم نسيه متعمداً لقي الله تعالى يوم القيامة مجذوماً مغلولاً، ويسلط عليه بكل آية حية موكلة به).
الأمر الثامن: الإخلاص لله تعالى في حفظ القرآن وتعلم علومه، فقد ورد عن النبي الأكرم: " من قرأ القرآن يريد به السمعة والرياء بين الناس لقي الله عزوجل يوم القيامة ووجهه مظلم ليس عليه لمم"(6).
الأمر التاسع: أن يضع دواء القرآن على داء قلبه فقد ورد في الخبر عن أبي جعفر عليه السّلام قال ( قراء القرآن ثلاثة رجل قرأ القرآن فاتخذه بضاعة واستدر به الملوك واستطال به على الناس ورجل قرأ القرآن فحفظ حروفه وضيع حدوده وأقامه إقامة القدح فلا كثر الله هؤلاء من حملة القرآن ورجل قرأ القرآن فوضع دواء القرآن على داء قلبه فأسهر به ليله وأظمأ به نهاره وقام به في مساجده وتجافى به عن فراشه فبأولئك يدفع الله العزيز الجبار البلاء وبأولئك يديل الله تعالى من الأعداء وبأولئك ينزل الله الغيث من السماء فو الله لهؤلاء في قراء القرآن أعز من الكبريت الأحمر ) (7).
وفقنا الله وإياكم لحفظ القرآن وتدبره والعمل به اتباعا لسنة النبي وآله صلوات الله عليهم أجمعين.
الهوامش:
1) الكافي (ط - الإسلامية)، ج2، ص: 607.
2) وسائل الشيعة ج4 ص840 ب 11 ح3 وراجع ثواب الأعمال ص129 فصل ثواب قراءة قل هو الله أحد وفيه فإن درجات الجنة على قدر عدد آيات القرآن فيقال لقارئ القرآن اقرأ وارق 127.
3) الكافي، 2 / 604 / 5 / 1.
4) ثواب الأعمال ص101 فصل ثواب الحافظ القرآن وبحار الأنوارج56 ص171 ب23 والبحار ج 89 ص177 ب 19 ح1 123.
5) مستدرك الوسائل ج 1 ص 290.
6) بحار الأنوار ج7 ص215 باب8 ح116 140.
7) الكافي، 2 / 627 / 1 / 1.
المصادر:
س1) السؤال عن الواجبات فهل الامور التسعة المذكورة واجبة بمعنى ان من لم يلتزم بها قد وقع في الحرام؟
س2) وهل يحرم على حافظ القران ان ينسى ما حفظه؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ج1) تعدّ الأمور: الأول والثاني والثالث والرابع والتاسع، راجحةً، أي: إنّها معينة على بلوغ درجات عليا وتؤدي إلى حصول الغرض من القرآن المجيد بصورة فُضلى، لا واجبة باصطلاح علم الفقه.
وأمّا الأمر الخامس وهو الحذر من الغرور والتعزّز بالقرآن ـ الذي عاقبته كما في الحديث الشريف أنّ الله تعالى يذلّ المتعزّز ـ فالظاهر أنّه واجبٌ إذا كانت الذلّة في الدنيا والآخرة؛ إذ الذلّة هذه عقاب، والعقاب يدلّ على أنّ الفعل حرام. فإذا كانت الذلّة عقوبةً للتعزّز، وكان الحذر واقيًا من التعزّز، فالحذر واجب.
وأمّا الأمر السادس وهو العمل بما علم من القرآن ففيه تفصيل؛ فإذا كان ما علمه من القرآن واجبًا فالعمل به واجب وتركه حرام، وإن كان محرّمًا فالعمل به واجب أيضًا بأن يتركه ولا يقدم عليه، وإن كان مستحبًّا فالعمل به مستحبّ، وهكذا...
وأمّا الأمر السابع وهو عدم هجر القرآن فإن كان المراد هجر تعاليمه فمن الواضح أنّه حرام.
وأمّا الأمر الثامن وهو الإخلاص فالإخلاص واجب؛ لأنّ تركه محبط للعمل.
ج2) راجع السؤال التالي: نسيان ما قد حفظ من القرآن الكريم.
والله تعالى أعلم.