تاريخ اليوم

home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك content_copy نسخ الجواب settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
menu search
brightness_auto
more_vert
السلام عليكم ، يقول البعض أن الآية 41 من سورة الحجر { قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ } قد غُيّر لفظها ، وأن أصلها هو : هذا صراطُ عليٍ مستقيم ، أي الإمام علي عليه السلام ، فهل هذا الكلام صحيح ؟ وهل يوجد روايات تدل على هذا ؟ 
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته...

أمّا بعد، فالسؤال يتضمّن دَعوَيَينِ: الدعوى الأولى: أنّ الآية قد غُيّر لفظُها. الدعوى الثانية: أنّ الآية منافيةٌ لقواعد اللغة العربيّة.

أمّا الدعوى الأولى فلا يعتمد عليها إلّا بورود حديثٍ حجّة دالٍّ على هذا التغيير. وهذا ما سنحقّقه إن شاء الله.

وأمّا الدعوى الثانية فليست صحيحةً البتّةَ؛ إذ للآية الكريمة:  ﴿ قَالَ هَٰذَا صِرَٰطٌ عَلَيَّ مُسۡتَقِيمٌ ﴾ [الحِجر: 41] بهذا التشكيل معنًى واضحٌ مفهومٌ لا شكّ فيه، والتركيب سليمٌ من جهة القواعد:

أمّا المعنى فهو ـ كما بيّنه صاحب تفسير الصافي ـ :«قَالَ هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ‏ أي هذا طَرِيقُ حَقٍّ عَلَيَّ أن أُرَاعِيَهُ مُستَقِيمٌ لا انحرافَ عنه، وهو أن لا يكون لك سلطانٌ على عبادي المخلصين‏» [تفسير الصافي، ج 3، ص 113]. أو كما ذكر الأخفش في معاني القرآن، قال: وقال ﴿ هَٰذَا صِرَٰطٌ عَلَيَّ مُسۡتَقِيمٌ ﴾ يقول: عَلَيَّ دِلَالَتُه. نحو قول العرب: عَلَيَّ الطريقُ الليلة، أي: عليّ دِلَالَتُه». [معاني القرآن، الأخفش، ج 2، ص 412].

وأمّا سلامة التركيب فتعلم من جهة الإعراب، فلفظ صراط: خبرٌ مرفوعٌ، وعليَّ: حرف جرّ، والياء ضمير متّصل مبنيٌّ على الفتح في محلّ جرّ، متعلّقان بمحذوف نعت لصراط، أي: هذا صراطٌ كائنٌ عليَّ، ومستقيمٌ: نعت لصراط. وهذا مثل قولك:  «هذا وعدٌ عليَّ ثقيلٌ».

وأمّا الأحاديث الواردة ـ أو يحتمَل أن تكون واردة ـ في قراءة: «هذا صراطُ عليٍّ مستقيمٌ»، فهي:

1. ما رواه الشيخ الصفّار في بصائر الدرجات، قال: حدّثنا أبو محمّد، عن عمران بن موسى بن جعفر البغداديّ، عن عليّ بن أسباط، عن محمّد بن الفضيل، عن أبي حمزة الثماليّ، عن أبي عبد  الله (ع):  ﴿ هَٰذَا صِرَٰطٌ عَلَيَّ مُسۡتَقِيمٌ ﴾ قال: هو واللهِ عَلِيٌّ هو والله عَلِيٌّ الميزان والصراط. [بصائر الدرجات، ج 1، ص 512]

السند: ضعيف؛ إذ لم يُعلم المراد بأبي محمّد في صدر السند، فلا داعي للخوض في بقيّة رجال السند.

الدلالة: يُحتمل أن يكون كلام الإمام تفسيرًا للصراط، وتبقى الآية بألفاظها المشهورة، كما فُسِّر الصراطُ بأمير المؤمنين في عدّة من الأحاديث.

2. وما رواه فرات الكوفي في تفسيره، قال: حدّثني محمّد بن الحسن بن إبراهيم معنعنًا عن أبي جعفر، قال حدّثنا أبو برزة، قال: بينما نحن عند رسول الله (ص) إذ قال وأشار بيده إلى علي بن أبي طالب (ع) ﴿ وَأَنَّ هَٰذَا صِرَٰطِي مُسۡتَقِيمٗا فَٱتَّبِعُوهُۖ وَلَا تَتَّبِعُواْ ٱلسُّبُلَ ﴾، فقال رجل: أليس إنّما يعني الله فضلَ هذا الصراط على ما سواه، فقال النبي (ص): هذا جوابك يا فلان، أمّا قولك فضل الإسلام على ما سواه كذلك وأمّا قول الله:  ﴿ هَٰذَا صِرَٰطٌ عَلَيَّ مُسۡتَقِيمٌ ﴾، فإنّي قلت لربي مقبلًا عن غزوة تبوك الأولى اللهمّ إنّي جعلت عليًّا بمنزلة هارون من موسى إلّا أنّه لا نبوّة له من بعدي فصدّق كلامي وأنجز وعدي‏... [تفسير فرات الكوفي، ص 137-138]

السند: ضعيف؛ إذ لم نعرف الذين عنعن عنهم محمّد بن الحسن بن إبراهيم.

الدلالة: قد يدلّ على الدعوى الأولى، ويحتمل دلالته على أنّ عليًّا (ع) هو الصراط، وتبقى ألفاظ الآية كما هي.

3. وما رواه فرات أيضًا، قال: قال حدثني الحسين بن سعيد [قال حدثنا عبد الرحمن بن سراج، عن يحيى بن مساور، عن إسماعيل بن زياد]، عن سلام بن المستنير الجعفيّ، قال: دخلت على أبي جعفر (ع) فقلت: جعلني الله فداك إنّي أكرَهُ أن أشُقَّ عليك فإن أذنت لي أن أسألك سألتك، فقال: سلني عمّا شئت، قال: قلت: أسألك عن القرآن، قال: نعم، قال: قلت: ما قول الله في كتابه:  ﴿ قَالَ هَٰذَا صِرَٰطٌ عَلَيَّ مُسۡتَقِيمٌ ﴾، قال: صراط عليّ بن أبي طالب، فقلت: صراط عليّ؟ فقال: صراط عليّ. [تفسير فرات الكوفي، ص 225]

3.1. ورواه في شواهد التنزيل عن فرات بسنده، بِفَرقٍ: فقلت: صراط عليّ بن أبي طالب؟ فقال: صراط عليّ بن أبي طالب. [شواهد التنزيل، ج 1، ص 78]

رواه في الشواهد في سياق تأويل الصراط بعليّ ـ في تفسير الآية السادسة من سورة الفاتحة ـ، من قبيل: حديث عن ابن عباس، قال: قال رسول الله (ص) لعليّ بن أبي طالب: أنت الطريق الواضح، وأنت الصراط المستقيم، وأنت يعسوب المؤمنين.

السند (سند حديث فرات؛ لأنّه هو الأصل): ضعيف؛ إذ لم يذكر توثيق لابن مساور ولا لابن المستنير في كتب الرجال.  

الدلالة: يحتمل الدلالة على الدعوى الأولى، ويحتمل أن يكون قول الإمام تفسيرًا فقط.

4. وما رواه العيّاشيّ في تفسيره، عن أبي جميلة، عن عبد الله بن أبي جعفر، عن أخيه عن قوله: «هذا صراط عليّ مستقيم»، قال: هو أمير المؤمنين (ع).

السند: ضعيف؛ إذ أحاديث العياشيّ مرسلة، والحقّ أنّ العيّاشيّ كان قد وضع الأسانيد في تفسيره، لكنّ بعض المشتغلين بالكتاب حذف الأسانيد ليصغّر حجمه.

الدلالة: يحتمل الدلالة على الدعوى الأولى.

5. وما رواه ابن شهر آشوب في مناقب آل أبي طالب، مرسلًا، عن الصادق (ع) عن أبيه (ع)، عن جده (ع)، قال: قال يومًا الثاني لرسول الله إنّك لا تزالُ تقول لعليّ أنت منّي بمنزلة هارون من موسى فقد ذكر الله هارون في أم القرى ولم يذكر عليًّا، فقال (ص): يا غليظ يا جاهل أما سمعت الله يقول: «هذا صراط عليّ مستقيم»؟ [مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 107]

السند: ضعيف.

الدلالة: دالّ على الدعوى الأولى؛ حيث إنّ الجواب: يا غليظ يا جاهل... في مقام الردّ على القائل إنّ الله لم يذكر عليًّا.

6. وما رواه في المناقب أيضًا، قال ابن شهرآشوب: أبو بكر الشيرازي [ذكروا أنّه حافظٌ من علماء أهل السنة واسمه محمّد بن مؤمن] في كتابه بالإسناد عن شعبة عن قتادة قال: سمعت الحسن البصري يقرأ هذا الحرف «هذا صراطُ عليٍّ مستقيم»، قلت: ما معناه؟ قال: هذا طريق عليّ بن أبي طالب ودينه طريق دين مستقيم، فاتّبعوه وتمسّكوا به فإنّه واضحٌ لا عِوَجَ فيه. [مناقب آل أبي طالب، ج 3، ص 107]

السند: ضعيف؛ حيث لم ندرِ حال أبي بكر الشيرازيّ، ولا نعرف الإسناد الذي أسند به إلى شعبة...

الدلالة: دالٌّ على الدعوى الأولى.

تبصرة: لم ننقل عن الجوامع المتأخّرة.

خلاصة البحث في الروايات

لم يسلم من الأحاديث المذكورة حديثٌ من الخلل السنديّ، وليست كلّها دالّةً على الدعوى الأولى ـ وهي أنّ الآية قد تغيّر لفظها ـ، والدالّ منها ضعيف لا يعوّل عليه.

على أنّ المقام تطبيقٌ لكبرى كيف يثبت لفظ القرآن؟ والجواب معروف، وهو أنّ اللفظ القرآنيّ إنّما يثبت بالتواتر، ولا يثبت بالآحاد، فلو كان بعض هذه الروايات صحيحًا، لما ثبت به أنّ اللفظ من القرآن؛ لأنّ القرآن لا يثبت بالآحاد.

القراءات

قُرِئت هذه الآية بتنوين صراط رفعًا، وبضمّها من غير تنوين، وقرِئ عليّ على أنّه حرف جرّ مع ضمير المتكلّم، وقرِئ على وزن فعيل مرفوعًا نعتًا لصراط منوّنًا، ومجرورًا على الإضافة إلى صراط غير منوّن.

القراءة الأولى (المشهورة): هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُستَقِيمٌ.

القراءة الثانية: هَذَا صِرَاطٌ عَلِيٌّ مُستَقِيمٌ. وقرأ بها يعقوب، وهو أحد القراء العشرة. وقد قال سبحانه وتعالى: ﴿ وَإِنَّهُۥ فِيٓ أُمِّ ٱلۡكِتَٰبِ لَدَيۡنَا لَعَلِيٌّ حَكِيمٌ ﴾  [الزخرف: 4]، وعليٌّ هنا صفة للكتاب، وفي هذه القراءة صفة للصراط.

القراءة الثالثة (مورد السؤال): هَذَا صِرَاطُ عَلِيٍّ مُستَقِيمٌ.

وتحتمل القراءة الثالثة أن يقال: إنّ المراد بلفظ عليٍّ هنا هو اللهُ، فمن أسمائه تعالى العليٌّ.

هذا، والحمدُ لله أولًا وآخرًا.
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

أسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 1 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
...