هل يعد حكم الانسان على الآخر بينه وبين نفسه سوء ظن او فقط عندما يتجاهر بذلك الحكم.
وما علاج سوء الظن
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
ذكر العلامة الطباطبائي قدّس سره في تفسير قوله تعالى {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ} أنّ (المراد بالظن المأمور بالاجتناب عنه ظن السوء فإن ظن الخير مندوب إليه كما يستفاد من قوله تعالى: (لولا إذ سمعتموه ظن المؤمنون والمؤمنات بأنفسهم خيرا) النور: 12.
والمراد بالاجتناب عن الظن الاجتناب عن ترتيب الأثر عليه كأن يظن بأخيه المؤمن سوء فيرميه به ويذكره لغيره ويرتب عليه سائر آثاره، وأما نفس الظن بما هو نوع من الادراك النفساني فهو أمر يفاجئ النفس لا عن اختيار فلا يتعلق به النهي اللهم إلا إذا كان بعض مقدماته اختياريا.
وعلى هذا فكون بعض الظن إثما من حيث كون ما يترتب عليه من الأثر إثما كإهانة المظنون به وقذفه وغير ذلك من الآثار السيئة المحرمة...) (1).
علاج سوء الظن:
أما فيما يختص بعلاج سوء الظن، فهو على شقين نظري وعملي:
اما الشق النظري، فأن تزيد من اطلاعك على قبحه "اي قبح سوء الظن" وتزيد من اطلاعك على حسن الظن الحسن.
أما في الشق العملي، فالمطلوب أن لا تقدم على تغيير في تعاملك مع الشخص ولا تغيّر قلبك عمّا كان عليه بالنسبة إليه، من المراعاة، والتفقد، والإكرام، بل ينبغي أن نزيد من مراعاته وإعظامه والدعوة له بالخير، فإنّ ذلك يقنُط الشيطان ويدفعه عنك، فلا يلقي إليك خاطر السوء خوفاً من انشغالك بالدعاء وزيادة الإكرام عليه.
ومهما عرفت من عثرةٍ من مسلم فانصحه في السر ولا تبادر إلى اغتيابه، ولا تعظه وأنت مسـرور باطلاعك على عيبه، لتنظر إليه بعين الحقارة، مع أنه ينظر إليك بعين التعظيم، بل ينبغي أن يكون قصدك استخلاصه من الإثم، وتكون محزوناً كما تحزن على نفسك إذا دخل عليك نقصان.
دمتم موفقين لكل خير.
راجع:
السلام عليكم
ورد عن أمير المؤمنين (ع) أنّه قال {إِذَا اسْتَوْلَى الصَّلَاحُ عَلَى الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ ثُمَّ أَسَاءَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ لَمْ تَظْهَرْ مِنْهُ حَوْبَةٌ فَقَدْ ظَلَمَ وَإِذَا اسْتَوْلَى الْفَسَادُ عَلَى الزَّمَانِ وَأَهْلِهِ فَأَحْسَنَ رَجُلٌ الظَّنَّ بِرَجُلٍ فَقَدْ غَرَّر}(1)
وما يجب التنبيه عليه هنا هو أن حسن الظن ليس بواجب، وإنما سوء الظن هو الحرام، فلو أن الإنسان لم يظن لا ظناً سيئاً ولا حسناً فهو لم يخالف حكماً شرعياً، وفي الزمان الذي يستولي فيه الفساد ويكثر، على الإنسان أن يكون حذرا ذكياً ويراعي الاحتياط حتى لا ينخدع، وهذا غير سوء الظن.
فهناك فرق بين سوء الظن والحذر؛ فإن:
سوء الظن هو عبارة عن حمل ما يصدر من الطرف الآخر من فعل أو قول على غاية باطلة، وبمرور الوقت سوف يكون مقتضى هذا الحمل السيئ تتبع عيوب الطرف الآخر بحيث يتحصل الإنسان على مؤيدات وشواهد على محمله السيئ لما صدر من الطرف الآخر.
وأما الحذر فهو أن يأخذ الإنسان لنفسه نظاماً وقائياً بحيث لا يسترسل مع أي عمل ومع أي سياق يطلب منه، وإنما في كل ما يعرض عليه أو يطلب منه يقوم بدارسة الموضوع من حيث عواقبه ونتائجه، ومن حيث كونه موافقاً للشريعة أو غير موافق، ثم يدخل في الموضوع بعد رؤية ودراسة.
ومنه ما ورد في الأحاديث الشريفة عن النبي : «إِذَا أَنْتَ هَمَمْتَ بِأَمْرٍ فَتَدَبَّرْ عَاقِبَتَه، فَإِنْ يَكُ رُشْداً فَامْضِه، وإِنْ يَكُ غَيّاً فَانْتَه عَنْه(2)».
دمتم موفقين لكل خير
الهوامش:
(1) نهج البلاغة (للصبحي صالح)، ص: 489.
(2) الكافي، ج8، ص150.
المصدر:
الموافقة بين مواطن حسن الظن وبين بعض الآيات القرآنية - السيد منير الخباز