وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
يُشار في الحديث إلى أنّ الإيمان لا يتمُّ إلا باستقامة اللسان على الحق وخزنه عن الباطل مثل الغيبة والنميمة والقذف والشتم والكذب والزور ونحوها من الأمور المضرة، وذلك لأن الإيمان عبارة عن التصديق بالله ورسوله والاعتقاد بحقانية ما ورد في الشريعة من المأمورات والمنهيات وغيرها وهذا التصديق يستلزم استقامة اللسان وإمساكه عما لا ينبغي وهو المراد بالخزن، وعلى غراره قوله صلى الله عليه وآله: نجاة المؤمن في حفظ لسانه (الكافي 2 : 114) أي نجاته في الدنيا والآخرة لأنَّ في كثرة الكلام وإفشاء ما ينبغي إخفاؤه وبال الدنيا ونكال الآخرة.
وعن الإمام الباقر عليه السلام: كان أبو ذر رحمه الله يقول: يا مبتغي العلم إن هذا اللسان مفتاح خير ومفتاح شر، فاختم على لسانك كما تختم على ذهبك وورقك. (الكافي 2 :114).
ومثل ذلك عن أمير المؤمنين (عليه السلام) قال (الكلام في وثاقك ما لم تتكلم به فإذا تكلمت به صرت في وثاقه فاخزن لسانك كما تخزن ذهبك وورقك فرب كلمة سلبت نعمة).
وعن الإمام الصادق عليه السلام: كان المسيح عليه السلام يقول لا تكثروا الكلام في غير ذكر الله، فإنَّ الذين يكثرون الكلام في غير ذكر الله قاسية قلوبهم ولكن لا يعلمون (الكافي 2 : 114) وفيه دلالة على أنَّ كثرة الكلام في الأمور المباحة توجب قساوة القلب.
وعنه علي بن الحسين عليه السلام: إن لسان ابن آدم يشرف على جميع جوارحه كل صباح فيقول: كيف أصبحتم؟ فيقولون: بخير إن تركتنا، ويقولون: الله الله فينا ويناشدونه ويقولون: إنما: نثاب ونعاقب بك.
وعن الإمام الحسين عليه السلام: قال يوما لابن عباس، لا تتكلمن فيما لا يعنيك فإني أخاف عليك الوزر، ولا تتكلمن فيما يعنيك حتى ترى للكلام موضعا.
وفي فلك ذلك العديد من الروايات، لذا لا شك أنَّ استقامة الإيمان الذي محله القلب، يكشف عنه استقامة اللسان من ناحية، ويغذيه من ناحية أخرى، فضبط الجوارح يثبّت الإيمان، والإيمان يضبط الجوارح، وعلى الإنسان أن يكون مراقبا لكل جوارحه نظرا لذلك الدور الخطير الذي تؤديه إذ هي باب لسعادته أو شقائه الأبدي.
دمتم موفقين لكل خير