وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
في رواية عن عن هشام الجواليقي قال: سألت أبا عبد الله عليه السلام عن قول الله عز وجل (سبحان الله) ما يعني به؟ قال: تنزيهه.
وعن امير المؤمنين عندما سئل عن تفسير سبحان الله: يَا أَبَا الْحَسَنِ مَا تَفْسِيرُ سُبْحَانَ اللَّهِ قَالَ هُوَ تَعْظِيمُ جَلَالِ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ وَ تَنْزِيهُهُ عَمَّا قَالَ فِيهِ كُلُّ مُشْرِكٍ فَإِذَا قَالَهَا الْعَبْدُ صَلَّى عَلَيْهِ كُلُّ مَلَكٍ. التوحيد (للصدوق)، ص: 312
فسبحان الله يعني سبحت الله تسبيحا أي نزهته عن كل ما لا يليق بساحة قدسه.
في (بحار الأنوار ج 55 - ص 196)، قال:
سبحان: مصدر كغفران بمعنى التنزيه عن النقائص، ولا يستعمل إلا محذوف الفعل منصوباً على المصدرية، فسبحان الله معناه تنزيه الله، كأنه قيل: أسبحه سبحانا وأبرئه عمّا لا يليق بعزّ جلاله براءة.
قال الشيخ الطبرسي (ره): إنه صار في الشرع علما لأعلى مراتب التعظيم التي لا يستحقها إلا هو سبحانه، ولذلك لا يجوز أن يستعمل في غيره تعالى، وإن كان منزها عن النقائص. وإلى كلامه هذا ينظر ما قاله بعض الاعلام من أن التنزيه المستفاد من سبحان الله ثلاثة أنواع: تنزيه الذات عن نقص الامكان الذي هو منبع السوء، وتنزيه الصفات عن وصمة الحدوث، بل عن كونها مغائرة للذات المقدسة وزائدة عليها، وتنزيه الأفعال عن القبح والعبث، بل عن كونها جالبة إليه تعالى نفعاً، أو دافعة عنه سبحانه ضراً كأفعال العباد.
وعليه إن كان الانسان يتذكر النعم فيحمد الله تعالى، فيمكنه عندما يرى ظلم والنقص والضعف وكل سوء في هذه الدنيا أن يسبح الله تعالى، فالله منزه عن السوء وعن الظلم وعن النقص وعن الضعف وهكذا..
دمتم موفقين لكل خير