السؤال 2473: ما هي طريقة النوم الأفضل؟

Question

السلام عليكم
سمعنا بأن إسلامنا الحنيف جاءنا بطريقة مثلى للنوم، ذلك وقتًا وكيفية ومدةً، فإن كان هذا صحيحا -كلا أو بعضا- فنرجو منكم تبيانه لنا؛ عسانا نقتدي.

Answer 1

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،

بلا شك أنّ الشريعة التي أرادت بالانسان الوصول إلى أعلى مراتب الكمال قد تعرّضت لمسألة تنظيم أوقات نوم الإنسان والكلام عن ضوابط هذا الفعل الذي لا بدَّ منه، وليكون الطرح واضحا نستعرضه ضمن حدود سؤالكم فقط ألا وهو الأوقات المذمومة والممدوحة للنوم وليس الكلام عن سائر الامور المتعلقة بهذا الفعل إذ فيه كلام يطول من حيث مستحباته وآدابه، لذا في خصوص مسألتكم نجيب اختصارا بما يلي:

النوم المحمود هو نوم القيلولة والنوم في الليل بعد العشاء الآخرة إلى وقت السحر.

أمّا النوم في الاوقات الاخرى من النهار والليل فهو مما لا ينبغي.

وكثرة النوم مذمومة، وكذا السهر في غير عبادة وطاعة.

وإليك تفصيل ذلك الاجمال:

1- أهمية النوم كفعل من أفعال البدن:

جملة من الروايات قد ذكرت أهمية النوم بالإنسان، وذلك من ناحية أصل فعله:

فعن الإمام الصادق (عليه السلام): النوم راحة للجسد، والنطق راحة للروح، والسكوت راحة للعقل.

وقال الإمام الرضا (عليه السلام): إن النوم سلطان الدماغ، وهو قوام الجسد وقوته. "البحار : 62 / 316"

وغيرها العديد في هذا الصدد، ولكن نكتفي بهذا المقدار.

2- ذم كثرة النوم:

قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إياكم وكثرة النوم، فإن كثرة النوم يدع صاحبه فقيرا يوم القيامة

وعن الإمام الصادق (عليه السلام) –في وصيته لعبد الله ابن جندب– :يا ابن جندب ! أقل النوم بالليل والكلام بالنهار، فما في الجسد شيء أقل شكرا من العين واللسان فإن أم سليمان قالت لسليمان (عليه السلام): يا بني إياك والنوم، فإنه يفقرك يوم يحتاج الناس إلى أعمالهم.

وعن الإمام الباقر (عليه السلام): قال موسى (عليه السلام): أي عبادك أبغض إليك؟ قال: جيفة بالليل، بطّال بالنهار.

وعن الإمام الكاظم (عليه السلام): لا تعود عينيك كثرة النوم، فإنها أقل شيء في الجسد شكرا.

3- مدح السهر بحسب متعلقه:

- عن الامام الهادي عليه السلام: السهر ألذّ للمنام، أي أن النوم الذي يكون بعد سهر، هذا نوم لذيذ!.. لأن الإنسان يكون بحاجة إلى النوم.

4- الأوقات التي لا ينبغي النوم فيها:

إذا اردنا تقسيم النهار من بداية الفجر، نقول الاوقات التي لا ينبغي النوم فيها هي التالي:

أ‌- النوم ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس:

- عن علي بن الحسين (ع) قال : يا أبا حمزة .. لا تنامن قبل طلوع الشمس فاني أكرهها لك ، ان الله يقسم في ذلك الوقت أرزاق العباد وعلى أيدينا يجريها . {البحار ج73 ص185}

- عن جعفر بن محمد (عليه السلام): قال رسول الله صلي الله عليه وآله وسلم: ما عجت الأرض إلى ربها كعجيجها من ثلاثة من دم حرام يسفك عليها واغتسال من زنا والنوم عليها قبل طلوع الشمس.

- عن علي عليه السلام قال: نومه الغداة مشومة تطرد الرزق وتصفر اللون وتقبحه وتغيره وهو نوم كل مشوم إن الله يقسم الارزاق ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فإياكم وتلك النومة وكان المن والسلوى ينزل على بني إسرائيل ما بين طلوع الشمس فمن نام تلك الساعة لم ينزل نصيبه فكان إذا انتبه فلا يرى نصيبه احتاج إلى السؤال والطلب.

- عن الصادق عليه السلام في قول الله عز وجل " فالمقسمات أمرا " سورة الذاريات 4 قال: الملائكة تقسم أرزاق بني آدم مابين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس فمن نام بينهما نام عن رزقه.

ب‌- النوم أول النهار:

- عن محمد بن علي بن الحسين عليه السلام قال الباقر عليه السلام: "النوم أول النهار خرق" والخرق هنا بمعنى الحمق وضعف العقل مما يؤدي إلى الجهل الذي هو معنى من معاني الخرق

ت‌- النوم بعد العصر:

- قال رسول الله (ص) : النوم من أول النهار خرق ، والقائلة نعمة ، والنوم بعد العصر حمق، وبين العشاءين يحرم الرزق .{البحار ج73 ص185}

- عن النبي صلي الله عليه وآله وسلم: من نام بعد العصر فاختلس عقله لا يلومن إلا نفسه.

ث‌- النوم بين العشائين:

عن أمير المؤمنين (ع) قال : النوم بين العشاءين يورث الفقر، والنوم قبل طلوع الشمس يورث الفقر. {البحار ج73 ص184 }

قال رسول الله (ص) : النوم من أول النهار خرق ، والقائلة نعمة ، والنوم بعد العصر حمق ، وبين العشاءين يحرم الرزق .{البحار ج73 ص185 }

عن أمير المؤمنين عليه السلام قال: إن النوم قبل طلوع الشمس وقبل صلاة العشاء يورث الفقر وشتات الأمر.

- عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال (( إنه الله كره النوم بين العشاءين لأنه يحرم الرزق ))

ج‌- النوم بين صلاة الليل والفجر:

- قال ابو الحسن الاخير عليه السّلام: ايّاك و النوم بين صلاة الليل و الفجر، و لكن ضجعة بلا نوم، فان صاحبه لا يحمد على ما قدم من صلاته.

ح‌- النوم أول وقت الفرائض:

- عن الصادق عليه السلام قال (( ومن نام عن فريضة أو سنه أو نافلة فاتته بسببها شيء فذلك النوم الغافلين وسير الخاسرين وصاحبه مغبون )

5- أوقات ينبغي"يحسن" النوم فيها:

أ‌- نومة القيلولة:

- عن الإمام الباقر عليه السلام والقائلة نعمة (( القيلولة )) وهو يعين على القيام في آخر الليل كما قال صلى الله عليه وآله وسلم (( وذلك النوم يعين للقيام في آخر الليل لصلاة التهجد والاستغفار )) ويورث الرزق ففي مجمع البحرين في الحديث ( القيلولة تورث الغنى )

- عن الصادق عن أبيه (ع) قال : ان اعرابيا" أتى النبي (ص) فقال : يا رسول الله اني كنت رجلا" ذكورا" فصرت نسيا".. فقال له النبي (ص) : لعلك اعتدت القائلة فتركتها ؟ .. فقال: أجل ، فقال له النبي (ص) : فعد يرجع اليك حفظك ان شاء الله . {البحار ج73 ص185}

ب‌- النوم بعد الثلث الاول من الليل:

- عن أبي بصير قال لأبي عبدالله الحسين عليه السلام (جعلت فداك الرؤيا الصادقة والكاذبة مخرجها من موضع واحد: قال صدقت أما الكاذبة المختلقة فإن الرجل يراها في أول ليلة في سلطان المردة والفسقة وإنما هي شيء يخيل إلى الرجل وهي كاذبة مخالفة لا خير فيها، وأما الصادقة إذا رآها بعد الثلثين مع حلول الملائكة ذلك قبل السحر فهي صادقة لا تختلف ان شاء الله تعالى إلا أن يكون جنباً أو يكون على غير طهر أو لم يذكر الله عز وجل حقيقة ذكره فإنها تختلف وتبطئ على صاحبها

دمتم موفقين لكل خير.

Comments

بوركتم! وأيدتم! ووفقتم! وآجركم على الله! وسددكم الله ورعاكم وحفظكم ونصركم ...

الظاهر لم تضعوا كل المصادر في الروايات؟

---

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقبل الله أعمالكم، وضعنا نص الروايات وبذلك يسهل البحث عن مصادرها وإنما فعلنا ذلك حرصا منا على الإجابة عن أكبر قدر ممكن من الأسئلة.

دمتم موفقين لكل خير