عليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
كثيرة هي الكتب المهمة والمفيدة التي يمكن للخطيب الحسيني الاعتماد عليه والتمسك بها.
ونود أن نشير الى أمر قبل عرضها وهو أنّه على من أراد ان يكون خطيبا حسينيا ان يكون من قبل حوزويا وليس أي حوزوي، بل قد قضى شطرا من عمره بالتحصيل والمباحثة وتدريس بعض المواد وإلا فإنه سيصاب بكثير من النكسات والتي ستصير منبره ضعيفا في بعض الأحيان ومحلا للنقد بل ربما يصل به الأمر الى بث الشبهات و إضعاف الدين فتتحول وظيفته من الداعي لربه الى المبعد عنه .
ولعمري كيف يمكن لمن أراد ان يكون خطيبا ناجحا ألا يتقن علوم اللغة وبعضا من التفسير والفقه وعلم الرجال والدراية ووو... وإلا كيف له ان يميز السليم من السقيم من الأخبار والضعيف من الصحيح والمعتمد عليه من المختلق.
ومن هنا فالتأكيد كل التأكيد على بناء الأساس القويم للسير على الصراط المستقيم
والحوزات كانت ولا زالت هي التي تمثل الأصالة للفكر المحمدي الأصيل وهي التي تأخذ بيد طالبها لكي ينعم بعلوم أهل العلم بعلوم النبي و آله ولكي يرتوي من النبع الصافي المتمثل بمدرسة صادق أهل البيت( سلام الله عليه)
وبعد هذا فعلى الخطيب ان يعتمد من الكتب أوثقها وأدقها:
فمن كتب الرواية كتاب الكافي للشيخ الكليني، والتوحيد للشيخ الصدوق، ووسائل الشيعة للحر العاملي وغيرها من الكتب التي عليها المعول وإليها المرجع عند الطائفة.
ومن التفسير كتب كثيرة من أهمها تفسير الميزان للسيد العلامة والأمثل للمرجع الشيخ ناصر مكارم الشيرازي وخصوصا في طرح بعض القضايا الاجتماعية.
وأما في السيرة فالكتب كثيرة إلا ان كتب العلامة السيد جعفر مرتضى تشكل مادة قل نظيرها بين يدي الخطيب لما فيها من دقة و براعة ولإشتمالها على سيرة تحليلية تبرز الامور على حقيقتها و لذلك أسماها بالصحيح.
كما ينصح عادة بكتب المرحوم العالم الشيخ عباس القمي ككتاب منتهى الآمال.
وفي مجال الأبحاث العقائدية ما جادت به قريحة الشيخ المظفر الذي تعد كتاباته تأسيسية وغاية في الأهمية
وكذلك كتاب المراجعات للسيد شرف الدين وكتب العلامة السيد محسن الأمين وكذلك كتب العلامة المطهري، وما طرحه الشيخ اليزدي حيث إنه صنف كتبا في العقائد على رأسها كتاب دروس في العقيدة.
ونلفت النظر الى ضرورة الاستفادة من محاضرات الشيخ الوائلي عميد المنبر الحسيني في عصرنا المتأخر الذي قدم صورة ناصعة عن المنبر وابحاثا قيمة يمكن لكل خطيب الاستفادة منها.
وفي عصرنا الحاضر تمثل محاضرات العلامة السيد الخباز فتحا عظيما في مجال المنبر.
أخيرا على الخطيب ان يواكب التوجهيات التي تصدر من مراجع التقليد الذين لهم الباع بالعمل الديني والدعوة الى الله.
ملاحظة من لا يجد نفسه قادرا على البحث او ليس لديه الأهلية الكافية ليقعد ابحاثا تتوفر به الشروط المذكورة ويمتلك صوتا حسنا يمكن من خلاله ان يستدر دموع المعزين و الباكين على سيد الشهداء لا مانع من اعتلائه المنبر شرط ألا يحاضر في الناس او ان يقتصر على الوعظ الأخلاقي مستعينا بملاحظات أهل العلم إليه
دمتم موفقين لكل خير