عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من الامور التي وقع فيها الاختلاف بين الشيعة وأهل العامّة هو اختلافهم حول ولادة النبي الأكرم محمّد (صلى الله عليه وآله).
والمشهور عندنا ولادته في السابع عشر من شهر ربيع الأول، إلا أنّ ثقة الإسلام صاحب كتاب الكافي الشيخ الكليني ذهب إلى أن ولادته كانت في الثاني عشر، وننقل لكم بعض الكلمات لعلمائنا الأعلام
ففي اقبال الأعمال للشيخ الصدوق : انّ الذين أدركناهم من العلماء كان عملهم على أنّ ولادته المقدّسة كان يوم الجمعة السابع عشر من ربيع الأوّل في عام الفيل. وفي قصص الأنبياء روي أنّه ولد في السابع عشر من شهر ربيع الأوّل بل قال المجلسي في بحار الأنوار ج ۱٥ / ۲٤۸.
اعلم انه اتقفت الإماميّة إلاّ من شذّ منهم على أن ولادته صلّى الله عليه وآله وسلّم في سابع عشر من شهر ربيع الأوّل وذهب أكثر المخالفين إلى انّها كانت في الثاني عشر منه الخ.
واختار الشيخ المفيد في كتاب مسارّ الشيعة انّ مولده الشريف كان في ۱۷ ربيع الأوّل.
وقد تحدث عن ذلك في الصحيح من سيرة النبي الأعظم (ص) - للسيد جعفر مرتضى - ج ٢ - الصفحة ٦٤
فقال
مولد النبي (ص):
ولد النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بمكة عام الفيل على المشهور (1). أي قبل البعثة بأربعين سنة.
والمشهور عند الإمامية وبعض من غيرهم أنه ولد في السابع عشر من شهر ربيع الأول. والمشهور عند غيرهم ووافقهم الكليني: أنه ولد لاثنتي عشرة ليلة خلت منه (2). وثمة أقوال أخر لا مجال لذكرها.
ونص الطبرسي، والكليني على أنه (ص) قد ولد في يوم الجمعة، وعند غير الامامية: أنه ولد في يوم الاثنين. وورد: أن أمه قد حملت به في أيام التشريق. وهي الحادي عشر، والثاني عشر والثالث عشر من ذي الحجة (3).
ولا يخلو ذلك من إشكال، لأنها إن كانت ولدته في تلك السنة، فإن حملها به (ص) يكون ثلاثة أشهر، وتزيد قليلا، وإن كانت ولدته في السنة الثانية، فمدة حمله تكون خمسة عشر شهرا، مع أن أقل مدة الحمل ستة أشهر، وأقصاها سنة عند المشهور من الامامية.
وأجيب: بأن ذلك مبني على النسئ في الأشهر الحرم عند العرب، فإنهم كانوا يقولون مثلا: إن الأشهر الحرم توضع بعد أربعة أشهر مثلا، ثم يستحلون القتال في نفس الأشهر التي رفع الاعتبار عنها.
ولكن إن لم نقل بأن الحمل به (صلى الله عليه وآله وسلم) أربعة أشهر قد كان من خصوصياته (ص) فلا يمكننا قبول تلك الرواية حتى ولو صح
سندها، وذلك لان كون تلك الرواية واردة بناء على أشهر النسئ يحتاج إلى إثبات. إذ لم نعهد في تعبيرات المعصومين بناء كلامهم على النسئ، الذي هو زيادة في الكفر، كما لم نعهد ذلك في كلمات المحدثين والمؤرخين. ولا سيما مع عدم نصب قرينة على ذلك.
والحمدلله رب العالمين
دمتم موفقين لكل خير