وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أولاً: إن مسألة اطِّلاع الأئمة (عليهم السلام) عموماً على أعمال العباد هي مما صرحت به الروايات ولم نجد من علمائنا من خالف في ذلك، وقد ذكر الشيخ الكليني في الكافي الشريف باباً كاملاً في ج١، ص٢١٩ أسماه: (باب عرض الأعمال على النبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام)، وفيها عدة أحاديث فسرت قوله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالمُؤْمِنُونَ﴾ [التوبة: ١٠٥] بأنهم هم الرسول (صلّى الله عليه وآله وسلّم) وأهل بيته (عليهم السلام). وهكذا صاحب الوسائل: ج١٦، ص١٠٧، ب١٠١، باب وجوب الحذر من عرض العمل على الله ورسوله والأئمة (عليهم السلام)، وذكر ٢٥ حديثا في هذا المجال.
وواحدة من هذه الروايات: رواية سماعة عن أبي عبد الله عليه السلام قال: (سمعته يقول عليه السلام: إنّكم تسوؤون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟! فقال رجل: كيف نسوؤه؟ فقال عليه السلام: أما تعلمون أنّ أعمالكم تُعرض عليه، فإذا رأى فيها معصية ساءه ذلك، فلا تسوؤوا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسرّوه)
وهذه الرواية وإن كانت واردة في رسول الله(ص) إلّا أنّ هناك روايات صرّحت بالأئمة (ع) كما أنّ بعض الروايات الواردة في تفسير الآية السابقة فسرت المؤمنين بالإمام علي(ع) والائمة كلّهم نور واحد، فلا شكّ أنّ أعمالنا تعرض على صاحب العصر والزمان (عج)
وعليه فلا شك أن العبد لو علم أن مولاه مطلع على أعماله وجميع تصرفاته، فإنه سيعمل على أن يتحرى ما يرضي مولاه في جميع سلوكياته، وفي هذا من الفوائد التربوية ما لا يخفى ولذا نجد أن صاحب الوسائل عنون الباب: بوجوب الحذر من عرض العمل على الله (عزَّ وجلَّ) ورسوله (صلّى الله عليه وآله وسلّم) والأئمة (عليهم السلام).
ثانياً: كون البعض قد رأى الإمام في منامه فهذا لا يعني أفضليته على غيره من المؤمنين، فالعبرة في التقوى والعمل الصالح، فقد قال الله تعالى: (إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ)، نعم لا شكّ أن رؤية الإمام في المنام شرف للمؤمن، لكن عدم رؤية البعض الآخر الإمام(عج) لا يعني عدم رضاه عنهم.
ثالثاً: قد أصبح مما تقدّم واضحاً أنّ الاستشعار بالإمام(عج) لا يكون من خلال الحواس فحسب، بل الاستشعار الحقيقي هو أن يشعر المؤمن وفي جميع حالاته بمراقبة الله تعالى والرسول(ص) والأئمة(ع) له وينعكس ذلك على تصرفاته، وإلّا ما فائدة الاستشعار أو رؤية الإمام(عج) في المنام دون أن ينعكس ذلك إيجابيّاً على سلوكنا، بل رؤية الإمام(عج) في المنام حجة علينا فيما لو لم نعتبر ولم نتغيّر.
رابعاً: فيما يتعلق بشكركم لنا، فهذا من واجبنا وإنّما وضعنا هذا التطبيق بين أيدكم لنتمكّن من خدمتكم، ونعتذر فيما لو أطلنا في الرد على أسئلتكم في بعض الأحيان.