هل يجب إطاعة الوالدين أم تحرم أذيتهما؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
إنّ أشد أنواع قطيعة الرحم هو عقوق الوالدين، حيث أوصى الله عزّ وجلّ ببرّهم والإحسان اليهم، قال عزّ من قائل في كتابه الكريم: (وقضى ربك ألّا تعبدوا إلا إيَّاه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أفّ ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) [سورة الإسراء: 23].
وقال الإمام(ع): «أدنى العقوق أف، ولو علم الله عز وجلَّ شيئا أهون منه لنهى عنه(1)».
وقال الإمام أبو جعفر(ع): «إنّ أبي(ع) نظر الى رجل ومعه ابنه يمشي والابن متكئ على ذراع الأب، فما كلّمه أبي مقتا حتى فارق الدنيا(2)».
وقال الإمام جعفر الصادق(ع): «من نظر الى أبويه نظر ماقت وهما ظالمان له لم يقبل الله له صلاة(3)».
وغير هذه الأحاديث كثير.
وفي مقابل ذلك (برُ الوالدين) فهو من أفضل القربات لله تعالى، قال عزَّ من قائل في كتابه الكريم: (واخفض لهما جناح الذلِّ من الرحمة وقل ربّ ارحمهما كما ربياني صغيرا)[سورة الإسراء: 25].
وروى إبراهيم بن شعيب قال: «قلت لأبي عبد الله(ع) إنَّ أبي قد كبر جدا وضعف فنحن نحمله إذا أراد الحاجة،
فقال: إن استطعت أن تلي ذلك منه فافعل ولقِّمه بيدك فإنَّه جنُة لك غدا(4)».
وقد ورد في الأحاديث الشريفة التأكيد على صلة الأم قبل الأب، فعن الإمام الصادق(ع) أنه قال: «جاء رجل الى النبي محمد(ص) فقال: يا رسول الله من أبر؟ قال أمك،قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال أمك، قال: ثم من؟ قال: أباك(5) ».
السيد السيستاني:
الواجب على الولد تجاه أبويه أمران:
الأول: الإحسان اليهما، بالانفاق عليهما إن كانا محتاجين، وتأمين حوائجهما المعيشيّة، وتلبية طلباتهما، فيما يرجع الى شؤون حياتهما في حدود المتعارف والمعمول حسبما تقتضيه الفطرة السليمة، ويعدُّ تركها تنكراً لجميلهما عليه، وهو أمر يختلف سعة وضيقاً بحسب اختلاف حالهما من القوة والضعف.
الثاني: مصاحبتهما بالمعروف، بعدم الإساءة اليهما قولاً أو فعلاً، وان كانا ظالمين له، وفي النص: «وإن ضرباك فلا تنهرهما وقل: غفرالله لكما».
هذا فيما يرجع الى شؤونهما.
وأما فيما يرجع الى شؤون الولد نفسه، مما يترتب عليه تأذي أحد أبويه فهو على قسمين:
أن يكون تأذيه ناشئاً من شفقته على ولده، فيحرم التصرف المؤدي اليه، سواء نهاه عنه أم لا.
أن يكون تأذيه ناشئاً من اتصافه ببعض الخصال الذميمة كعدم حبه الخير لولده دنيوياً كان أم اَخروياً.
ولا أثر لتأذي الوالدين إذا كان من هذا القبيل، ولا يجب على الولد التسليم لرغباتهما من هذا النوع. وبذلك يظهر أن إطاعة الوالدين في أوامرهما ونواهيهما الشخصية غير واجبة في حدِّ ذاتها، والله العالم.
السيد الخامنئي:
إذا كان أمرُ الوالدين في عملٍ لا مانع فيه شرعا، فالأفضل إطاعة أمرهما، إلا إذا أدى عدم إطاعتهما لأذيتهما أذية معتدٍّ بها، عندئذٍ لا تجوز مخالفة أمرهما.
المصدر:
(1) الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٣٤٩
(2) شرح أصول الكافي - مولي محمد صالح المازندراني - ج ٩ - الصفحة ٤٢٠
(3) الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ٣٤٩
(4)الكافي - الشيخ الكليني - ج ٢ - الصفحة ١٦٢
(5) بحار الأنوار - العلامة المجلسي - ج ٧١ - الصفحة ٤٩
السيد السيستاني: الفقه للمغتربين.
السيد الخامنئي: الموقع الرسمي.