وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السيد السيستاني و السيد الخامنائي:
أولاً: نعم، يُحكم بطهارة الثياب في مثل هذه الحالة.
السيد السيستاني: (مفيدة حتى لمقلدي السيد الخامنئي)
الثاني: ملاحظة بالنسبة لمسألة الوسوسة
إنّ جميع الفقهاء يفتون بكل صراحة ووضوح – تبعا للنصوص الشرعية – بأن وظيفة الوسواسي هي عدم الاعتناء بوسوسته والبناء على طهارة كل ما يشك في طهارته بل حتى لو تأكد من نجاسة شيء – على خلاف ما يحصل لسائر الناس من العلم بذلك – فلا عبرة بعلمه وواجبه أن يبني على الطهارة فلو عمل الوسواسي بهذه الفتوى الشرعية وبنى على طهارة كل مشكوك الطهارة بل ومتيقن النجاسة فهو معذور امام الله وان كان عمله خلاف الواقع.
الثالث: نصيحة
على الوسواسي ان يلتفت إلى هذه الحالة وأنّها حالة ذميمة عقلاً وشرعاً لأنّها خروج عن الوسطية والاعتدال وهدر لطاقات الانسان من غير أن يجني منها فائدة، فالوسوسة ليست ضرباً من الورع والتقوى ولا عناية مرغوب فيها بأحكام الشرع المقدّس وانما هي نحو اختلال في إدراك الإنسان وضعف في نفسه وإرادته واستسلام لإيحاءات الشيطان الخبيث كما أشير إليه في الأحاديث، فإذا وعى هذا المعنى جيداً وعرف حقيقة هذه الحالة تصل النوبة الي المرحلة الثانية.
وهي أن يسعي جاهداً إلى السيطرة على نفسه وامتلاك زمام إرادته والحيلولة دون تلاعب الشيطان به، فليعقد العزم علي ذلك مستيقناً بأنّ الله سبحانه لا يعاقبه على عدم الاعتناء بما يحتمله في يوم القيامة، فإذا شك في النجاسة لم يعتن وبنى على الطهارة جارياً علي المعتاد في ذلك، وكلّما تكرّر منه عدم الاعتناء بالشك ضعفت سلطة الوهم على نفسه الى أن يزول وييأس الشيطان من التعلّق به فيصبح معتدلاً في رعايته للطهارة والنجاسة، وليستيقن أنه إذا دخل هذا المضمار وعلى سبيل التحدّي كان هو الغالب وكان الله سبحانه في عونه وضعف كيد الشيطان به قال تعالى «ان كيد الشيطان كان ضعيفاً» والله الموفق الي الصواب.
المصدر:
السيد السيستاني: الموقع الرسمي: 1 ، 2 ، 3.