تاريخ اليوم

home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك content_copy نسخ الجواب settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
home الرئيسيّة feed جديد help_outline اطرح سؤالك نشر التطبيق settings الاعدادات

تاريخ اليوم:

 تاريخ اليوم


اللغة:


حجم الخط:


الوضع الليلي | النهاري

brightness_auto
search
×
menu search
brightness_auto
more_vert
سلام عليكم ولدت من أبوين من عامة الشيعة، جزى الله والدي كل خير فقد أهتموا بزرع وتعليم حب الله وحب أهل البيت عليهم السلام. مشكلتي هي عندما كبرت لا أشعر بالإنتماء والأتصال الروحي، وجودي هش كغثاء السيل وإيماني هش، قلبي محجوب ونفسي معيوب وعقلي مغلوب وهوائي غالب وطاعتي قليل ومعصيتي كثير ولساني مقر ومعترف بالذنوب، وأشعر بالتيه والضياع فاقدة لهويتي كان الأمر هينا في الصغر. الحوارات الاسلامية من جهة، وتسارع الأحداث السياسية واتساع رقعة الحروب كلها ومشاركة الشيعة في بضعها ساهمت في صعوبة الأمر أكثر عليّ. فقد ولّد لي ذلك حالة من الشك فيما نفعله. أود أن أكون بسيطة بسيطة همتي ضعيفة جدا وذنوبي وأعمالي الخاطئة أعظم وأجل المشكلة ليست في الذنوب مشكلة تبعات الذنوب كتراكم متطلبات التوبة كقضاء الصلوات الفائتة وغيرها التي تمتد لأكثر من عشرين عاما وأنا مصابة بوسواس قهري منذ سنوات والأمر يتفاقم بشدة جدا جدا رغم لجوئي لكل الأسباب الشرعية والطبية وصلت ليأس والقنوط الشديد بسبب الوسواس الشديد في طهارة خاصة وألامه والعبادة لا أعلم كيف أصلح نفسي أتمنى كثيرا لو لم يكن لي أثر في وجود وأن الله لم يخلقني فأني عار كبير جدا على أمة خير خلق الله أو أن الله أخد أمانتي قبل البلوغ أصبحت أظن بالله ظنون السوء كأن خلقني ليعذبني وأنا أرى كل الأبتلائات وأشعر بضعف والعجز الشديد لست بقدر مسؤلية التكليف الذي أعطاني إياه الله أريد شيء واحد أعلمه أن أدخل سرور على قلب الرسول الكريم وآله والأنبياء والمرسلين والملائكة وخيرة خلق الله أجمعين بعملي...أطلب منكم النصح.
thumb_up_off_alt 1 شخص معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

1 إجابة واحدة

more_vert
   وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
 الحمدلله الذي انعم عليكم بما تشعرون به من حال، ففرق كبير بين من يقوده الشك والتردد إلى ترك التدين والارتباط بالله تعالى، وبين من يقوده الشك إلى السؤال وطلب تحصيل اليقين.
إن الشك ممدوح إذا كان وسيلة لطلب اليقين والعلم، ومن الطبيعي جدا في هذه المرحلة ان يشعر الانسان بعدم الاطمئنان الداخلي لأن الاطمئنان هو حالة وجدانية تنبع من صفاء الفكر ووضوح الرؤية، يوجد ارتباط بين مشاعر الانسان وفكره، فالمشاعر هي تجليات الفكر في العديد من الاحيان، وبالتالي ليس من المتوقع الشعور بالاستقرار الوجداني طالما نحن امام العديد من التساؤلات على المستوى الفكري، ولا يعتبر عدم الاستقرار هذا مقلقا من الناحية الدينية لأنه متوقف على النتيجة التي سوف يوصل إليها، ويكفي في تحصيل الراحة في هذه المرحلة الفكرية التوجه إلى الله تعالى بطلب التوفيق للهداية وقصد السبل العلمية الرافعة لهذا الشك عبر ما تفعلونه من السؤال الآن، ولكن ينبغي أن نكون على قدر من الوضوح نظرا لحساسية سؤالكم أن ما تفضلتم به من طرح تناول العديد من النقاط التي تحتاج إلى تفصيل وتفريع في مقام رفعها، ولكن من باب أن ما لا يدرك كله لا يترك جله، فإننا سوف نحاول التعرّض إلى ما يسمح به المقام بالتعرّض له إن شاء الله.
مشكلة الانتماء والاتصال الروحي هي مشكلة عامة يقع فيها السواد الاعظم من المتدينين يعانون منها بمراتب مختلفة بينهم بل هي اختبار الانسان الذي خلق من أجله هي ثقل العبودية والطاعة لله سبحانه وتعالى في اوامره ونواهيه، والقلب فيها يعيش حالة الاقبال والادبار إلى أن يصل إلى أعلى المراتب فالتجربة الروحية هي من أعظم التجارب التي يخوضها الانسان في حياته وليس من المتوقع أن تكون بتلك السهولة من ناحية التحقق فيها ومن ناحية أخرى ليس بتلك التي يصعب نيلها، الانسان المؤمن كلما تقدم الزمن سوف يشعر بمزيد من الغربة والعزلة وعليه في ذلك ان يصبّر نفسه مع ثلة من المؤمنين {واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه، ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ولا تطع من أغفلنا قلبه عن ذكرنا واتبع هواه وكان أمره فرطا} وجود رفقاء مؤمنين من أهم عوامل ثبات الايمان في مسيرة الحياة عند الانسان، الاية القرانية واضحة وبينة في الربط بين الشعور بالتيه والضياع وبين غفلة القلب عن الذكر، حال الانسان الذي يكون في غفلة عن الله تعالى تماما كالسبحة عندما ينقطع الحبل الذي يحمل حصوصها وتتفرق تلك الحصوص على الأرض وتتفرق فتصبح فرطا، هكذا تكون حال النفس عندما تكون غافلة عن الذكر، تشعر بالتيه والضياع وعدم الراحة ولا الاستقرار، ذكر الله تعالى يكون كذلك الحبل الذي يربط تلك الحصوص ببعضها فتكون السبحة على حالها التام، لذا امرنا بمعاشرة المؤمنين الذين إن شعرنا يوما بالضعف والتيه يكونون سندا لنا ونأنس بهم، {إن الإنسان لفي خسر} إلا أولئك الذين {تواصوا بالحق وتواصوا بالصبر} واحدة من أهداف هذا الثلة المؤمنة هي التوصية في الصبر على مصاعب هذه التجربة الروحية والنصح والرشد إلى الحق، فرق كبير بين من يريد أن يعبر الصحراء بمفرده وبين من يكون معه جمع من الأصحاب، لذا أوّل ما ننصحكم به هو البحث عن صديق/ة مؤمن، البحث عن بيئة ملتزمة متعلمة، الانسان المؤمن قد يتعرّض إلى الخذلان بسبب تركه للعلم والعلماء، مقتضى ترك العلم والعلماء هو الشعور بالخذلان لأننا في زمن الابتلاءات والشبهات وأنّى للانسان أن يعالج كل ذلك بمفرده، نحن نرجع إلى المختصين في اسخف الامور التي نواجهها فما بالنا لا نرجع إليهم في خوفنا على مصيرنا وآخرتنا (أو لعلّك فقدتني من مجالس العلماء فخذلتني، أو لعلّك رأيتني في الغافلين فمن رحمتك آيستني، أو لعلك رأيتني آلف مجالس البطالين فبيني وبينهم خليتني) كل هذه الامور لا سبيل إليها الا مع الثلة المؤمنة المتعلمة فلا ينبغي التهاون في البحث عنهم ومعاشرتهم.
الامر الثاني الذي تفضلتم به هو تسارع الاحداث السياسية واتساع رقعة الحروب وغيرها ومشاركة الشيعة فيها، ونحن نظرنا لطبيعة التطبيق لا يمكن لنا الخوض فيها، ولكن ما يكفي المقام أن نلفت جنابكم إلى ان ذلك لا ينبغي أن يكون غموضه سببا لشعوركم بعدم الانتماء إلى الدين أو أن ينعكس سلبا على علاقتكم بالله تعالى، إن الالتزام بالاوامر والنواهي الالهية والاستقامة على جادة الشرعية في الامور التكليفية كاف في المراحل الاولى لشعوركم بالانتماء إلى الهوية الدينية، وبعد تلك الاستقامة والشعور بالراحة في العلاقة مع الله تعالى لن يكون ثقلا عليكم فهم ما يجري على الساحة السياسية بالرغم من كل تعقيداته ولن يكون تأثيره عليكم بمستوى يهدد انتمائكم الديني بل ستكون حدوده مشخصة وواضحة لا أقل من ناحية الدائرة المختصة بظرفكم وانعاكسها عليكم، ولكن لا ربط ركني وبنيوي لذلك في مرحلة الاستقامة المتوقفة على الالتزام بالرسالة العملية، والله تعالى هو الهادي إلى الحق (سبحانك ما اضيق الطرق على من لم تكن دليله وما أوضح الحق عند من هديته سبيله)، فعموما لا تثقل على نفسك معرفة كل شيء ولا تسمح للشيطان بتعكير صفاء الايمان بايجاد الترابط بين امور لا ينبغي الربط فيها او تكبير مساحة دائرة ليس لها ذلك القطر الكبير.
الامر الثالث الذي تفضلتم به، هو الوسواس القهري، وبنظرنا المتواضع إنّ هذا الامر هو أساس المشكلة عندكم وليس للامور التي سبق ذكرها تأثير كبير على حالتكم الوجدانية، بل هذا الامر بخصوصه هو كفيل بشعوركم بكل ما تشعرون به من أسى، ولطالما قاد هذا الامر العديد من الناس إلى ترك التدين، إذ كان ذلك أهون عليهم من التعايش مع النجاسة المتوهمة فقرروا ترك ما يقول لهم إن هذا الامر نجس، فتركوا الدين بدل من تغيير الفكر، وما كان ذلك إلى بسبب طغيان مشاعر القلق والاضطراب وما ترجع به على النفس من شعور بالانهاك والتعب المدمر، لذا ننصحكم بعدم ربط الكثير من الامور ببعضها البعض واعطاء الاهمية الى هذا الامر، ويمكن لكم مراجعة سؤال كيفية التعامل مع وسواس الطهارة والنجاسة الموجود في قسم الاستشارات حيث قد اجبنا عن ذلك بشيء من التفصيل.
 عموما الخوف من سوء العاقبة هو نعمة ربانية لا ينبغي الغفلة عنها، ولكن لا ينبغي أيضا أن يحمل ذهنكم تصورا أن الله تعالى غافل عنكم أو أن أهل البيت عليهم السلام لا يبالون بالدعاء والتوفيق لكم، فالله تعالى خلقنا حبا ورحمة لنا، هو بغاية الجمال والجلال، لا يوجد ارحم منه علينا، ولا حتى أمهاتنا أو أي إنسان يستطيع ان يحمل في قلبه مقدار الرحمة واللطف بنا من الله تعالى فكيف لكم مع اليقين بذلك الشعور بما تشعورن به، لا ينبغي التعاطي مع الله تعالى على أنّه غافل عن هدايتكم والرعاية لكم وهو الرب الكريم الغفور الودود اللطيف، نحن بقصور صفاتنا الجمالية نشعر بالتعاطف معكم كيف بالله تعالى وهو بغاية اللطف والود والرحمة، ولكن الله تعالى قضى ان تجري الامور باسبابها، طلب العلم الديني في الامور التي ترجع إلى نجاتنا ليس بالامر المستحب بل هو واجب علينا، يجب علينا تحصيل العلم الذي ندفع به الشبهات عنا ونحصل به براءة الذمة في اعمالنا، وحاشى لله تعالى أن يحجبنا عن القرب إليه، ولكن لا ينبغي لنا اليأس من طرق الباب، فمن أكثر من طرق الباب اوشك ان يفتح له، لو اراد الله تعالى هوانك لما هداك، ولو اراد فضيحتك لما ستر عليك، هذه من تحديات هذا الزمن ليميز الخبيث من الطيب، ويميز الذين آمنوا من المنافق والكافر، ولا يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون عند الله تعالى، اطلب الهداية من الله تعالى في جوف ليل مظلم، قم إلى مصلاك في وقت السحر اثناء نوم الخلق واختلي بالله  تعالى وناجيه بقلب منكسر حزين اسمعه منك صوتا حزينا، حاشى للكريم أن يرّد سائله كيف وهو المعطي دون السؤال، ما اجمل حالة الانسان المنكسر عندما يحمل بين يديه ادعية الامام زين العابدين ويناجي وهو بتلك الحالة، والله قريب مجيب، هذا يقيننا بالله تعالى ولا تيأس من روحه، فاوكل امر هدايتك لله تعالى واعلم بأنه الله قادر على كل شيء، وإن شاء الله لا ننساكم من الدعاء بالتوفيق.
ننصحكم بمراجعة :
سؤال كيفية مواجهة ضغوطات الحياة – موجود في قسم الاستشارات.
دمتم موفقين لكل خير

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب

أسئلة متعلقة

thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 2 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
thumb_up_off_alt 0 معجب thumb_down_off_alt 0 شخص غير معجب
1 إجابة
جمیع الحقوق محفوظة - يُسمح بالاقتباس مع ذکر المصدر
2021-2024
...