وما هي الخطوات التي ينبغي للشخص اتباعها كي يحسم امره في ان يذهب للحوزة العلمية او للجامعة؟
تاريخ اليوم
تاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoتاريخ اليوم:
تاريخ اليوم
اللغة:
حجم الخط:
الوضع الليلي | النهاري
brightness_autoوعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اعلم أنَّ كلَّ علم وعمل يُبعد الإنسان عن الأهواء النفسانية ويقلّل من طغيان النفس، فهو من العلم النافع الإلهي والعمل الصالح المطلوب.
وبالعكس، فإنّ كل علم وعمل يوجد في الإنسان العجب والطغيان، أو على الأقل لم يُخلّصه من الصفات النفسانية والرذائل الشيطانية، فذانك العلم والعمل من تصرّف الشيطان والنفس الأمارة. وإن ذلك العلم ليس نافعاً أو ليس علماً إلهياً.
ففي الكافي عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: "يا طالب العلم، إن العلم ذو فضائل كثيرة. فرأسه التواضع، وعينه البراءة من الحسد..."(1).
فلا بد الآن للإنسان العالم العامل أن يفكّر في نفسه وأحوالها وملكاته النفسانية، ويراقب نفسه ويفتشها بالكامل، ليرى ماذا أورثته العلوم أيَّاً كانت هذه العلوم ، وليرى إن كان من أهل المعارف، وهل أن نور معرفة اللَّه نوّر قلبه وأحب الحق ومظاهر الجمال والجلال وتواضع، أو أنه بسبب مزاولة بعض الاصطلاحات نظر إلى العالم وجميع العلماء بنظر التحقير؟
قال مولانا علي بن أبي طالب عليه السلام: "رأس العلم التواضع"(2).
وأمّا الخطوات التي عليه أن يتّبعها لتحديد مساره، فعليه:
أوّلاً: الإطلاع التفصيلي على المواد والكتب والكيفيّة وغيرها من الأمور قبل الإختيار، فلا يكفي الإطلاع الإجمالي، خصوصاً فيما يخصّ الدراسة الحوزويّة حيث غالباً ما تكون الكثير من التفاصيل مجهولة لدى من يرغبون في الإلتحاق بها.
ثانياً: تحديد الهدف، فلو لم يكن الهدف واضحاً من دراسة الحوزة أو الجامعة فقد يندم الشخص بعد مرور سنوات على دراسته.
ثالثاً: القدرات الشخصيّة والنفسيّة، فقد تكون قدراته العقليّة (مثلاً) لا تسمح له بإختيار الحوزة أو إي إختصاص في الجامعة، بل عليه أن يختار ما يتناسب مع قدراته.
رابعاً: إستشارة أهل الخبرة في ذلك ممن خاضوا تجارب في الحوزة والجامعة والمطلعين على تفاصيل شخصيّتك ممن تثق بهم.
دمتم موفقين لكل خير
المصدر:
(1) أصول الكافي، المجلد 1، ص83، كتاب فضل العلم، باب 14، ح2.
(2) أصول الكافي، المجلد 1، ص38، كتاب فضل العلم، باب 14، ح2.