ورد في المناجاة الشعبانية مقطع يتحدث عن ستر الذنوب " اذ لم تظهرها لأحد من عبادك الصالحين، فلا تفضحني يوم القيامة على رؤوس الأشهاد " ..
من المقصود برؤوس الأشهاد ؟
هل الأئمّة عليهم السلام هم من العباد الصالحين الذين ستر الله تعالى ذنوبنا عنهم ؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أمّا رؤوس الأشهاد، فقد وردت لفظة الأشهاد في القرآن المجيد، قال عزّ وجلّ: ﴿وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ﴾ [هود: 18]. والأشهاد جمع شاهد، فيُحتمل أن يكون المراد بهم الحاضرين يوم القيامة، أو الذين كانوا شهداء على الناس، أعني: الأنبياء (عليهم السلام).
فالفضيحة على رؤوس الأشهاد هي الفضيحة في محضر الشاهدين، إمّا جميع حاضري القيامة، أو الشهداء على الناس.
وأمّا ذنوبنا هل هي مستورة عن الأئمّة (عليهم السلام) فيمكن الجواب بحسب قاعدة كلّيّة، ويدور الأمر بين رأيين مختلفين:
1) فإن قيل: إنّ الأئمّة (عليهم السلام) يعلمون كلّ ما يجري علمًا فعليًّا، فإنّ ذنوبنا من ضمن ما يجري، وعليه فهُم مطّلعون عليها.
2) وإن قيل: بأنّ الأئمّة (عليهم السلام) إذا شاؤوا أن يعلموا علِموا، فتكون الذنوب مستورة عنهم إلا أن يشاؤوا العلم.
وقد يقال: الإمام يعلم على كلّ حال فإنّ الأعمال تُعرض عليه (عليه السلام) بشكلٍ دوريٍّ مستمرّ.
ولكنّ هذا لا ينافي أن يستر الله عنه بعض الأعمال؛ لمصلحةٍ ما تقتضي ذلك.
نظير ما روي في دعاء كميل عن لسان أمير المؤمنين (عليه السلام): "… وَكُلَّ سَيِّئَة اَمَرْتَ بِاِثْباتِهَا الْكِرامَ الْكاتِبينَ الَّذينَ وَكَّلْتَهُمْ بِحِفْظِ ما يَكُونُ مِنّي وَجَعَلْتَهُمْ شُهُوداً عَلَيَّ مَعَ جَوارِحي، وَكُنْتَ أَنْتَ الرَّقيبَ عَلَيَّ مِنْ وَرائِهِمْ، وَالشّاهِدَ لِما خَفِيَ عَنْهُمْ، وَبِرَحْمَتِكَ اَخْفَيْتَهُ، وَبِفَضْلِكَ سَتَرْتَهُ"…
والله تعالى أعلم.
دمتم موفقين لكل خير