ورد في سورة الأعراف، آية 99
{أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ}
هناك حثّ كبير على (ترك) الأمن من مكر الله تعالى، فما هو وكيف نتركه؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
في الجواب نقطتان:
النقطة الأولى: في تعريف الأمن من مكر الله تعالى
عدّ الفقهاء (الأمن من مكر الله تعالى) من ضمن كبائر الذنوب وأعظم المعاصي التي قد يقع فيها المكلف.
وقد وضّح السيد السيستاني حفظه الله المراد من المكر بقوله: " والأمن من مكر الله تعالى أي عذابه للعاصي وأخذه إيّاه من حيث لا يحتسب".
قال صاحب تفسير الميزان: "مكر به مكرا: أي مسَّه بالضرر أو بما ينتهي إلى الضرر وهو لا يشعر، والمكر يصح منه تعالى إذا كان على نحو المجازاة، كأن يأتي الانسان بالمعصية فيؤاخذه الله بالعقوبة من حيث لا يشعر، أو يفعل به ما يسوقه إلى العذاب من حيث لا يشعر".
النقطة الثانية: كيف يبتعد الإنسان عن هذا الذنب
لتجنب الوقوع بهذه المعصية، يجب على المكلف أن يلتزم بثنائية الخوف والرجاء، فالمؤمن كالطائر يطير بهذين الجناحين، فلا يصل خوفه إلى درجة اليأس من رحمة الله ولا يصل رجاؤه إلى درجة الأمن من عقاب الله.
ورد في الحديث عن الإمام الصادق عليه السلام:" كان فيما أوصى به لقمان لابنه أن قال: "يا بني خفْ الله خوفاً لو جئته ببرّ الثقلين خفت أن يعذبك الله، وارج الله رجاءً لو جئته بذنوب الثقلين رجوت أن يغفر الله لك"(الكافي ج2 ص67).
لذا، يكمن العلاج في الوسطية والموازنة ما بين الخوف والرجاء، ورد عن الإمام الصادق عليه السلام:"إرجُ الله رجاءً لا يجرّئك على معاصيه، وخف الله خوفاً لا يؤيسك من رحمته" (الأمالي للصدوق ص:65).
دمتم موفقين لكل خير
المصدر:
السيد السيستاني: منهاج الصالحين، ج1، مسألة 30.
تفسير الميزان- في تفسير نفس الآية المذكورة في السؤال.