السؤال 3013: هل الطلاق من طرف الزوج دون الزوجة يتنافى مع كون الإسلام دين العدل؟

Question

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته  ..
لطالما سمعنا أنّ الإسلام هو دين العدل ، لكنّ بعض الأحكام تجعل المكلّف يشكّ في ذلك ! فعلى سبيل المثال : طلاق الزوج للزوجة من دون سبب يذكر هو أمر جائز في الإسلام مع العلم أنّه في بعض الأحيان قد لا يكون للزوجة ملجأ تلجأ إليه بعد طلاقها وربّما تكون قد تقدّمت في السن ، وفي المقابل لو أرادت الزوجة الطلاق لأسباب تتعلّق بسوء أخلاق زوجها أو تقصيره في واجباته فإنها لا تستطيع الحصول على ذلك، فأين العدل في ذلك وهل نستطيع بهكذا أحكام أن نتوجّه إلى الغرب وندعوهم إلى الإسلام؟! ؟

Answer 1

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته

أوّلاً: فيما يتعلّق بموضوع التوجه إلى الغرب، فهل يمنع الغرب من طلاق الرجل لزوجته من دون مبررات؟! ستجد أنّ الغرب أيضاً لا يمنع من ذلك، وعليه يتضح لك أنّ إقدام الرجل على الطلاق أو المرأة في الموارد التي يحق لها الطلاق لا ينافي العدل. وطبعاً ليس هدفي الإستدلال على العدل او عدمه هو الإستفادة من الغرب كلا وحاشا فإنه يغنينا حكم الله تعالى وكلام أهل البيت عليهم السلام.

ثانياً: من قال أنّ سوء معاملة الزوج لزوجته أو عدم إنفاقه عليها بالشكل اللازم لا يسمح لها برفع أمرها للحاكم الشرعي ومطالبة الزوج بطلاقها، فإن رفض طلقها الحاكم. بل هناك احكام كثيرة تمنع الرجل من ظلم زوجته.

ثالثاً: القانون الديني والإسلامي هو كغيره من القوانين من جهة أنّه يراعي المصلحة العامّة لا مصلحة الأفراد، فكم من قوانين وضعيّة قد يتضرر بها البعض أو لا تكون لمصلحته، لكنها تراعي المصلحة العامة ونحن بدورنا نتقبلها وندافع عنها فقط لمجرّد أنّ الغرب قد نطق بها.

رابعاً: ننصحكم بالنظر إلى الدين الإسلامي على انّه أفضل الاديان والقوانين، ولا يمكن إدراك ذلك إلّا بالنظر إلى مجموع الأحكام العبادية وغيره. فهل فعلاً تجدون قانون من القوانين الوضعيّة الغربيّة التي تهتمّ بالفرد من ناحية نظافته وأخلاقه وتربيته وصلته بأقرباءه؟! نعم الغرب لا يهتم إلّا بالمصالح العامة ولا يهمّه ما إذا كان الإنسان منحطّاً والأسرة مدمّرة ما لم يؤثّر ذلك على المجتمع الخارجي. وطبعاً هذه جنبة بسيطة من الإسلامي.

دمتم موفقين لكل خير